طالبت اليونان يوم الخميس الماضي الاتحاد الأوربي بمنحها دعما سريعا وملائما لمساعدتها في مواجهة تدفقات المهاجرين التي عرفت خلال العام الجاري ارتفاعا غير مسبوق بفعل استمرار الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط ، وبالخصوص الأزمة في سوريا والعراق وليبيا. وقال وزير الشؤون البحرية اليوناني ميلتياديس فارفيسيوتيس ، في مؤتمر صحافي بأثينا ، إن 40 ألف مهاجر سوري دخلوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة الى اليونان ويوجدون في مراكز الإيواء ، و95 في المائة منهم لا يطلبون اللجوء في اليونان ، بل يريدون التوجه الى أوروبا. وأضاف أن نحو مليوني شخص من منطقة الشرق الأوسط يوجدون في مراكز لجوء ومخيمات بكل من تركيا والعراق وبلدان اخرى بالمنطقة ، غالبيتهم يتحينون الفرص للعبور نحو أوروبا وبدون أمل للعودة بعد فقدان الأمل في الرجوع الى منازلهم بسبب الحرب المستمرة في سوريا والأزمة التي أحدثتها "الدولة الإسلامية". وقال الوزير اليوناني "لا يمكننا بناء سور في البحر، فنحن في حاجة إلى الدعم وكل ما يمنحه الاتحاد الأوربي مساعدات في مجال الدعم الإنساني للمهاجرين أو شراء المعدات، في حين أن المطلوب هو تقديم مساعدات لليونان في مجال العمليات، وهو نفس مطلب إيطاليا التي تعاني بدورها من مشاكل التدفقات الكبيرة للمهاجرين". وأضاف ميلتياديس فارفيسيوتيس "إننا نواجه تحديات كبيرة لقد قمنا بعمل جيد لحد الآن لكننا نعاني من محدودية الموارد وغياب الدعم من الاتحاد الأوربي، كما أن عملنا أصبح محدودا بفعل تزايد التوترات الإقليمية من سوريا والعراق وليبيا وتهديدات الدولة الاسلامية". وتقول السلطات اليونانية إن مجموع ما تحمله دافعو الضرائب خلال سنة 2013 من أجل مراقبة الحدود الشرقية للاتحاد الاوربي والحد من الهجرة بلغت 62 مليون و366 ألف اورو، في حين تقدر الميزانية للعام 2014 المخصصة لمواجهة تدفقات المهاجرين 76 مليون و340 ألف أورو. وتضيف أن الدعم الذي توصلت به من وكالة الاتحاد الأوربي لحماية الحدود (فرونتيكس) لا يتجاوز سنويا 8ر2 مليون دولار وهو ما يمثل نحو نصف الميزانية الشهرية المخصصة لمحاربة الهجرة. وانتقلت تدفقات الهجرة نحو اليونان شرقا عبر البحر من 3345 مهاجر سنة 2012 إلى 10 آلاف و508 مهاجرا سنة 2013 ، في حين تم إلى نهاية غشت 2014 تسجيل 17 ألف و639 مهاجرا. وحسب الإحصائيات الرسمية اليونانية ، فإن 51 في المائة من المهاجرين سوريون و32 في المائة أفغان و5 في المائة صوماليون و1 في المائة مصريون. وانتقل عدد وسطاء الهجرة المعتقلين من 40 وسيط سنة 2012 إلى 118 سنة 2013 إلى 143 منذ مطلع العام 2014. أما عدد الحوادث البحرية القاتلة فقد بلغ منذ مطلع العام الجاري سبعة حوادث و50 قتيلا بعد أن أعلنت الشرطة اليوم الخميس أنها عثرت على جثتين لمهاجرين قرب نهر يفصل بين اليونان وتركيا. وخلال العام الماضي بلغ عدد الحوادث القاتلة ستة حوادث خلفت مصرع 28 مهاجرا، فيما بلغ عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في عرض البحر 6421 منذ مطلع العام الجاري مقابل 2511 سنة 2013.