بعد التقارير الواردة من مصادر رسمية والتي أكدت وجود مئات المواطنين المغاربة ببلاد الشام يشاركون في القتال ضمن تنظيمات مسلحة وفي مقدمتها } داعش} ، كشف تقرير أمني ان دولة مالي أصبحت الوجهة الجديدة للمقاتلين المغاربة لمواجهة القوات الفرنسية في المنطقة بعد ان أصبحت أعدادهم تتراجع في تنظيم ما يطلق عليه اسم دولة الخلافة الاسلامية . وأكدت بعثة الاممالمتحدة في ( تامبوكتو) ان خلايا القاعدة التي تقاتل في المنطقة أصبحت وجهة استقطاب للمقاتلين المغاربة بعد ما كان عددهم قليلا في الأشهر الماضية . السؤال الكبير والعريض الذي يفرض نفسه في هذه الظروف يتعلق بقيمة المواطن المغربي ، وعما اذا اصبح هذا المواطن رخيصا وتافها وتا ئها الى هذا الحد .و ما اذا كان المغربي قد فقد بوصلته وأضحى كالدمية تحركه الأهواء من الخارج، بعد ان أكدت التقارير حضوره الفعلي والميداني في سورياوالعراق ، فها هو في جماعة النصرة ثم هاهو في تنظيم القاعدة وبعدهما في تنظيمات تغير أسماءها الحركية بين يوم وليلة ، مواطنون مغاربة تبوأوا مراكز قيادية ، ومسؤوليات وزارية وتنظيمية كما صرح بذلك الوزيرمحمد حصاد تحت قبة البرلمان ، وأصبحت بعض صورهم تتسلل إلينا وهم بجوار رؤوس آدمية مقطوعة دامية ينتشون بها ، وأسلحة رشاشة يتمنطقون بها وهم في حالة زهو وافتخار ، مواطنونا وعلى حين غرة يمموا وجهتهم الى المنطقة الافريقية وخاصة الى مالي للمشاركة في المعارك الدائرة هناك ، ومئات من هؤلاء المواطنين أصبحوا يشكلون عبئا على اسبانيا التي بعثت تقارير تفيد ان أراضيها تحتضن أعدادا هائلة من العائدين من سورياوالعراق في انتظار ان تسنح لهم الظروف بالعودة الى المغرب . وإذا تمكن هؤلاء فعلا من العودة ، هل سيشكلون نواة للخلايا النائمة التي أوصت بها قيادة الدولة الجديدة في الشام والعراق ؟. ثم كيف يمكن لرجل بسيط وساذج يتسمر قبالة عربته امام المساجد وفي مفترق الطرق لبيع ( الخودنجال) او السبحات والعطور الرخيصة ، ولا يكاد يحفظ من كتاب الله الا ما يحفظه الصغار في أقسام التحضيري ، وربما لا يعرف من سنن الوضوء والصلاة الا النزر اليسير ، كيف يمكن لرجل من هذا الصنف ان يتحول بين عشية وضحاها الى جهادي يشارك في المعارك ببلاد الشام بل ويقود هذه المعارك ويقطع الرؤوس ! . شيء ما يحرك هؤلاء الناس الا فكرة الجهاد ... فالجهاد أيها الناس له قواعده في الدين الاسلامي ، والجهاد ليس منحصرا في القتال والمعارك ، بل الجهاد هو حب الوطن ، والجهاد هو ان يسعى الانسان للخير تجاه أسرته ومجتمعه ووطنه ، والجهاد هو فعل الخير واتقاء الشر، ثم فوق كل ذلك فان المسلم لا يحق له ان يتحرك للجهاد الا بأمر من ملكه او رئيسه او أميره او قائده ، وبعد ذلك فان من أخلاق المجاهدين عدم إلحاق الأذى بالغير خاصة اذا كانوا مدنيين . ونحن نعتبر ان جلالة الملك بصفته قائدا اعلى للقوات المسلحة الملكية وأميرا للمؤمنين قد امر بالجهاد اكثر من مرة عندما أوفد فيالق عسكرية الى الجولان والى كوسوفو والى الكونغو ، هذا جهاد تم بناء على الشروط التي يتطلبها الجهاد حسب الشريعة الاسلامية . ان العطالة والفراغ والأمية هي العوامل التي تدفع بعض المواطنين الى الهجرة للجهاد والتخلص من مسؤولياتهم الأسرية ، وترك أعمالهم وأنشطتهم التجارية البسيطة طمعا في التغيير الجذري لخط حياتهم . ليأتي بعد ذلك الطمع في الراتب ونمط الحياة الجديد . ولا ارى حلا للحد من هذه الظاهرة سوى بلوغ أقصى درجات التنمية ببلادنا ، من خلال إصلاح مناهج التعليم والاعتناء بالشباب ومحاربة البطالة وتوفير العناية الطبية لجميع المواطنين. وأخيرا تحضرني بالمناسبة واقعة حكاها لي صديق كان يعمل في سفارة الكويت خلال الأزمة العراقيةالكويتية ، فقد استقبل هذا الصديق مواطنا مغربيا خلال هذه الحرب حرص على تقديم مساندته للكويت وقدم ترشيحه للتطوع ضمن المقاتلين لردع القوات العراقية ، وعندما تم اخباره بان الكويت لا تفكر في هذا النوع من التجنيد،، سال المواطن عما اذا كانت العراق في حاجة اليه ليسجل اسمه للدفاع عنها في مواجهة الكويت . واعتقد ان معظم مجاهدينا،هم من هذ الصنف.