لم تعد تفصلنا عن عيد الأضحى إلا بضعة الأيام، وبدأت معالم العيد تتجلى في الأسواق والمتاجر الكبرى، بإشهار لافتات كبرى لأسعار البيع بالكيلو. وأشهرت المتاجر الكبرى ومحلات أعدت للمناسبة في الأحياء والشوارع أسعار بيع الأضاحي ، وحددت هذه المحلات أسعار البيع بالكيلو في 48 درهما لنوع الصردي و46 درهما للبركي، مسجلة في ذلك رقما قياسا في أثمان بيع الأضاحي. وإذا كان بعض الكسابة يعللون الزيادة في الأسعار بغلاء المواد العلفية ( الشعير والنخالة والكلأ) التي تنعكس مباشرة على ثمن الأضحية إلا أن بعض المهنيين الذين التقت بهم العلم أكدوا أن العامل الرئيس في ارتفاع الأسعار هو تعدد المتدخلين منها المتاجر الكبرى والوسطاء و«الشناقة» بالإضافة إلى محاولات لبث إشاعات بين المواطنين عبر بعض وسائل الإعلام تشير إلى أن سعرالأضحية ستعرف ارتفاعا كبيرا وأوضح مهني في القطاع في تصريح للعلم أن ما يجب الوقوف عنده جيدا هو التحسن الكبير في عدد وجودة قطيع االأغنام الوطني والذي انتقل من 11 مليون رأس سنة 1981 إلى أكثر من 20 مليون رأس وأن جودة الخرفان تحسنت بشكل كبير بحيث لم يكن وزن الخروف ذي الأربعة أشهر يتجاوز 11 كلغ سنة 1981، في حين تجاوز 18 حاليا كلغ. وأضاف أنه لا مبرر دائما في الرفع من الأسعار بغلاء العلف، مستدلا في ذلك بأسعار اللحوم الحمراء ( لحم الغنم الذي لا يتعدى 65 درهما على مدار السنة ) في حين سيتجاوز سعر لحوم الأضاحي 100 درهم. وكشف نفس المصدر عن الأثر الكبير لتعدد الوسطاء والسماسرة الذين يتحكمون في أسعار الأضاحي، بالهواتف المحمولة، وكذا تغيير وجهة أعداد وافرة من الأغنام من جهة تعرف خصاصا إلى جهات تعرف فائضا مما ينعكس بشكل مباشر في العرض والطلب. من جهة أخرى بينت المعطيات الرسمية وفق دراسة قامت بها وزارة الفلاحة والصيد البحري بتنسيق مع المهنيين, أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى كاف لسد الطلب من الأضاحي الذي يناهز هذه السنة5 ملايين رأس, منها 6 ر4 مليون رأس من الأغنام و400 ألف رأس من الماعز. وجاء في بلاغ للوزارة أن هذا العرض يقدر ب8 ر6 مليون رأس, من بينها3 ر4 مليون رأس من ذكور الأغنام و5 ر2 مليون رأس من الماعز وإناث الأغنام. وبلغ الأرقام فإن قطاع تربية الأغنام يساهم بنسبة 38% في الانتاج الوطني من اللحوم الحمراء وأن عدد الفلاحين الممارسين لتربية الأغنام في المغرب بلغ 550.781. ويتوزع قطيع الأغنام الوطني بين الهضبة الوسطى (الشاوية والرحامنة وعبدة) ب 19%. والهضاب الشرقية (وجدة وفكيك وتازة وجرادة) ب 17% الأطلس المتوسط ب 5ر17% الأطلس الكبير ب 12% ومن خصوصيات سلالات الأغنام المحلية: أصناف بني كيل وتيمحضيت والصردي والدمان وبني يحسن. يذكر أن أضحية العيد تعتبر فرصة لتحسين دخل الفلاحين, خاصة في المناطق الرعوية بحيث من المرتقب أن يفوق رقم المعاملات7 ملايير درهم, سيتم تحويل مجمله إلى العالم القروي مما سيساهم في تنشيط الاقتصاد في هذه المناطق.