توج اللقاء التواصلي الذي عقدته مفتشية والمكتب الإقليمي لحزب الاستقلال بالتنسيق مع الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب يوم السبت 14 يونيو 2014 بدائرة زومي ، جماعة زومي ، إقليموزان تحت شعار:تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدائرتي زومي ومقريصات رهين ب: 1 - تقنين زراعة وإنتاج وتسويق عشبة الكيف للأغراض النفعية : العلاجية والطبية والصناعية والغذائية والتجميلية. 2 - إصدار عفو عام عن كافة المتابعين والمبحوث عنهم بسبب الشكايات الكيدية والمجهولة ذات الصلة بزراعة الكيف . 3 - إطلاق مشاريع تنموية مستعجلة بالمناطق المشمولة بزراعة الكيف. بإصدار : " وثيقة زومي " وذلك استجابة لمطالب شريحة الفلاحين والنساء ، والفاعلين الجمعويين ورجال القانون ، وحقوق الإنسان ، وعلماء الاجتماع ، وكل الفاعلين الذين شاركوا في اللقاء ، وهي وثيقة بقدر أنها تمثل استجابة لمطالب الفلاحين بصفة عامة ، وجميع المعنيين بالمتابعات المطبوخة أساسا ، فإنها ترمي إلى تقديم تصور تنموي ، يروم إخراج المناطق المشمولة بزراعة الكيف من نفق التخلف والتأخر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي . ذلك أن الزراعة في المناطق الجبلية ، لازالت تعاني من نقائص ومعيقات وإكراهات عدة ، ومشاكل معقدة ، أثرت سلبا على المستوى المعيشي للسكان في الماضي والحاضر ، ومرشحة لتأطير المستقبل ضمن دائرة البؤس ، وهي وضعية سوف يستمر تأثيرها مستقبلا على مسار وحركية وثائر التنمية ، وما لها من انعكاسات مباشرة على مجال المناطق الجبلية والإنسان بها ، بالنظر إلى طبيعة التضاريس الوعرة ، وغياب الدعم المادي ، وانعدام التأطير والإرشاد الفلاحي ، ونتيجة المقاربات الخاطئة والفاشلة للدولة ، ولما تسببت فيه من تراكم لأوجه وأشكال التخلف الاقتصادي والاجتماعي، في ظل عدم تحمل الدولة لمسؤولياتها في تنزيل تصور تنموي ، وإحداث المشاريع الاقتصادية الكفيلة بدعم الاستثمار بمناطق إنتاج عشبة الكيف للنهوض بالمجالات - الفلاحية ، السياحية والثقافية - لجعل المناطق الجبلية مناطق جذب للاستثمار ، وتوطين المشاريع الكبرى ، وللحد من ظاهرة الهجرة القروية . إن غياب الدعم الفعلي للفلاحين وأسرهم من قبل الدولة ، وقيام وسائل الإعلام الرسمية بتقديم وصلات ، وتحقيقات ، وتقارير، وبرامج ، غالبا ما تقدم صورة نمطية للمدينة ، كمجال مثالي يتوفر على شروط الحياة الكريمة ، وإحكام بالمقابل لطوق التهميش والإقصاء ، وتردي الأوضاع وسوء الأحوال الاجتماعية ، التي تتمثل في الأزمات البنيوية المركبة ، التي تعاني منها المناطق الجبلية ، والتي تتجلى في وضعية ومشاكل عدة : البنيات التحتية ، والغياب شبه الكلي لعمليات التطهير السائل ، والتأهيل الحضري بجل المراكز الحضرية ، لمختلف الجماعات الترابية القروية وشبه الحضرية ، ومن تفاقم الأزمات ، التي تؤطر الوضع التعليمي ، والصحي ، وقطاع التشغيل ، حيث تنتشر البطالة بمختلف تجلياتها. هذه الأزمات البنيوية ، تؤشر عليها مظاهر الفقر ، والبؤس الاجتماعي ، الناتجة عن الإهمال، وتراكم التخلف لسنين طويلة ، والذي يشكل نوعا من العقاب الجماعي لساكنة المناطق المشمولة بزراعة وإنتاج الكيف ، منذ فترة الحماية ، وخلال الاستقلال ، ليمتد إلى الحاضر. وليؤشر على عنوان عريض مؤداه : أن ساكنة هذه المناطق ، لم تكن على وفاق مع قوى الاحتلال ، ذلك أنها شكلت نماذج من المقاومة ، والكفاح غير المسبوق على المستوى العالمي ، فتحولت بذلك إلى هاجس خوف لدى السلطات بعد الاستقلال ، ليتم التعامل مع الإنسان والمجال بهذه المناطق بنوع من التوجس والتخوف. وقد زاد الطين بلة ، رسم وترويج صورة خاطئة عن الساكنة ، من طرف بعض الأجهزة الأمنية ، التي راهنت على التشكيك والتشويه للروح الوطنية للساكنة ، برغم كل الدلالات التاريخية القوية ، المتمثلة في الملاحم البطولية غير المسبوقة ، معارك : ( أنوال ، يسوال ، والقشاشدة ، الزواقين واغزاوة وباب الحسين...). حيث لا يكاد يوجد فج ، أو جبل ، أو وادي ، بمناطق زراعة وإنتاج الكيف ، إلا وسالت به دماء الأبطال من الرجال ، أو دفنت به جثث المقاومين . ولا ساحة إلا وسحلت بها المئات من الأجساد ، أوأعدمت بها العشرات من النفوس ، أوعذبت بها مئات الرجال والنساء على حد سواء ، وإن كانت فترات التاريخ المشرق والمشرف لهذه المناطق لا تزال طي النسيان ، أو محفوظة في ذاكرة كبار السن أو محط طي مع وفاة كبار الأعمار، لكونها لم تجد من يدونها بعد ، رغم أنها كتبت بدماء وأرواح الشهداء ، واستقرت في ذاكرة الآباء والأجداد. واعتبارا لكون وضع زراعة وإنتاج نبتة الكيف بهذه المناطق له أبعادا موضوعية مفروضة بأمر الواقع والتاريخ ، مما يستوجب التعامل معه بطرق موضوعية وعقلانية ، في إطار مقاربة حقوقية تنموية تحفظ للساكنة حقوقها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . وأمام مظاهر التخلف والتهميش والإقصاء الاقتصادي والاجتماعي المتحكمة في هذه المناطق ، والتي تترجمها خطورة بعض الأرقام التي تفيد : أن عدد المبحوث عنهم بمناطق زراعة الكيف يزيد عن 68 الف مبحوث عنه ، وبأن عدد السجناء يتجاوز 15 ألف سجين(ة) ، ليمثل سجناء مناطق إنتاج الكيف نسبة تتجاوز 27 % من مجموع سجناء المغرب ، وبكون استفادة الفرد من الميزانية العامة للدولة بهذه المناطق لا تتجاوز 17 درهما في السنة ، في مقابل الأضعاف المضاعفة بأقاليم وجهات أخرى ( 8900 درهم على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى ، و12000 درهم على مستوى إقليمالعيون ). ونظرا لفشل المقاربة الأمنية المعتمدة منذ 1958 ، التي أسفرت عن انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان ، والتي تتمثل في إثارة الرعب ، والاعتقالات ، وتدوين المحاضر ، والمداهمات ، فضلا عن السياسات الحكومية المتعاقبة المجافية لسياسة إقرار التنمية بهذه المناطق ، وعيا بكل ما سبق ، أكد الحاضرون دعمهم اللامشروط لمشروعي مقترحي القانون ، الراميين إلى نهج مقاربة تنموية ، يدخل المغرب بفضلها مرحلة تصنيع نبتة الكيف للأغراض النفعية : الطبية والصناعية والعطرية والصيدلية والغذائية ، ورفع الحرج عن المغرب في الداخل والخارج ، وطالب الحاضرون بضرورة : اعتبار مشروعي مقترحي القانون المتعلقين بتقنين عشبة الكيف ، وإصدار عفو عام عن المتابعين والمبحوث عنهم ، مطلبا أساسيا وآنيا لكافة الساكنة المشمول مجالها بزراعة عشبة الكيف. ومطلبا شعبيا ووطنيا ، يهدف إلى وضع حد لجميع أشكال الشطط في استعمال السلطة ، كالمداهمات ، والملاحقات والاعتقالات ، والابتزازات ، على خلفية زراعة عشبة الكيف أو ذات الصلة بها ، وحدا فاصلا بين الزراعة والمتاجرة. تعويض المناطق المشمولة بزراعة الكيف ، عن حقب وفترات التخلف والتأخر الناتجة عن عمليات التهميش ، والإقصاء الاجتماعي ، وفشل السياسات الحكومية في النهوض تنمويا بهذه المناطق. مطالبة الدولة ، العمل بجدية في كيفية إنماء هذه المناطق ، وذلك عبر إطلاق خطة للمصالحة والتعويض عن سنوات الإهمال ، وعما تسببت فيه من تخلف ، خاصة بمناطق : الريف ومقدمة جبال الريف واجبالة . مطالبة القوتين الاستعماريتين ، فرنسا ، وإسبانيا ، بضرورة التعويض لفائدة ساكنة هذه المناطق ، عن الفضاعات ، والخسائر التي ألحقتها قواتهما بالمجال ، والإنسان ، والموروث الثقافي والحضاري ، والمقدرات الاقتصادية والطبيعية للمنطقة ، وعن الاستعمالات المتكررة للأسلحة المحظورة – الكيميائية - وعن ممارسة القتل والتقتيل الجماعي في حق رعايا هذه المناطق . والتعويض عن كل أشكال الاحتقار ، والإذلال ، التي تسببت فيها قواتهما خلال فترة الحماية. ضرورة إطلاق برنامج إصلاح اقتصادي ، وإقلاع تنموي ،على شاكلة برنامج مارشال ، يروم تحديث البنيات التحتية ، وتطوير القطاع الزراعي ، ويجعل من المناطق المشمولة بزراعة نبتة الكيف ، قطبا لجذب رؤوس الأموال ، ورساميل الاستثمار ، وأرباب الصناعات التحويلية في المجالات : الصيدلية ، والغذائية ، وذات الصلة بمواد البناء والألبسة ، والعمل على تقوية الرأسمال المحلي المادي والبشري ، لتعزيز طموح المنطقة ، وقدرتها على التخلص من مظاهر الفقر والتهميش والهشاشة ، والانخراط في معركة التنمية المجالية والبشرية المستدامة ، من أجل انتشال المجال والسكان بالمناطق المشمولة بزراعة الكيف من براثن التخلف والتأخر ، وطي صفحة المعاناة ، والمآسي ، والآلام التي تكبدتها ساكنة المنطقة خلال حقب – سنوات الجمر ( خلال فترات الخمسينات والستينات والسبعينات). مناشدة كل مكونات القوى الحية ، بمجلس النواب ، والقطاعات الحكومية ، والفاعلين الحقوقيين والسياسيين ، ورجال المال والأعمال ، والاقتصاد ، والإعلام ، ومكونات المجتمع المدني، العمل كل من موقعه ، على الاهتمام بمعاناة ومشاكل ساكنة المناطق المنتجة للكيف ، من أجل البحث عن حلول واقتراحات تقنية ، عملية وعلمية ، من شأنها اختزال سنوات التخلف والتهميش المتراكمة عبر الزمن ، وإطلاق تنمية فعلية وحقيقية بالمنطقة ، من خلال إلحاق المجال العميق والساكنة المقصية بركب النمو والازدهار. اعتماد برنامج شجاع ، وطموح في مجال فك العزلة ، عن مداشر وساكنة مختلف الجماعات القروية ، والمراكز الحضرية ، وذلك عبر التنزيل المستعجل لبرنامج التأهيل الحضري والتطهير السائل ، وبناء المستوصفات ، والمراكز الصحية ، والمستشفيات المتعددة التخصصات ، ودور الثقافة والشباب ، ومعاهد التأهيل والتكوين المهني ، وتشييد المدارس والاعداديات والثانويات ، وتعميم المنح الدراسية بكل المستويات بما في ذلك المستوى الجامعي ، وبناء السدود المتوسطة والصغرى والتلية ، والعناية بالفلاح ، من خلال التأطير، والتأهيل ، والمواكبة ، والإرشاد ، وتثمين المنتوج الزراعي والحيواني المحلي ، الذي تختص به المنطقة ، وإطلاق البرامج العلمية الخاصة بغرس الأشجار المثمرة ، مع مراعاة التنويع والابتكار والتجديد ، وإطلاق برامج ومشاريع محاربة الأمية ، والفقر ، والبؤس الاجتماعي ، ومحاربة البطالة بهذه المناطق ، مع التركيز على المرأة والطفولة الصغرى والطاقات الشابة. تشييد وبناء المناطق الصناعية والتحويلية ، وذلك بتثمين عشبة الكيف ، والاشتغال العلمي والتقني لأجل الاستعمال النفعي لمشتقات هذه النبتة في المجالات النفعية ، ذات الارتباط بالصناعات الصيدلية الطبية والتجميلية والعلاجية ، وصناعة الألياف والأنسجة ومواد البناء ، وذات الصلة بالاستعمالات في صناعة السيارات والوقود والزيوت والألبسة. العمل على وضع أسس اقتصاد المجال الترابي ، اعتمادا على الموارد الطبيعية والسياحية لهذه المناطق ، وتثمين التميز والاقتدار الجغرافي والاجتماعي والتراثي ، وتنمية بنيات الاستقبال والتواصل ، ودعم أنظمة النقل والولوج من وإلى هذه المناطق. اعتماد سياسة تجعل من قطاع السياحة الجبلية - القروية عنصرا أساسيا ، ينبغي المراهنة عليه كرافعة للإقلاع الاقتصادي والاجتماعي . استعجال وتسريع خلق إطار للعيش الكريم ، يؤهل هذه المناطق للحاق بركب التطور والتقدم ، ويفتح أمامها التكافؤ في فرص التنمية على غرار باقي المناطق الأخرى. العمل على إعادة الاعتبار للتراث الثقافي والاجتماعي ولدور الإنسان بهذه المناطق في الفعل التاريخي والنضالي ، وذلك من خلال إعداد مخطط استراتيجي واضح المعالم والأهداف في المجال الفلاحي الهش المبني على الزراعة المعيشية ، بالتأسيس لاقتصاد فلاحي محلي متوازن ، يقوم على تمكين الفلاحين من وسائل الإنتاج وعصرنة القطاع بتطوير أساليب وتقنيات العمل.