يعاني سكان مجموعة من الأحياء السكنية بمدينة مشرع بلقصيري، من الأضرار اليومية التي تلحق بهم جراء النفايات السائلة الناجمة عن زيوت وقود الشاحنات والغازات السامة، والروائح الخانقة المنبعثة من مواد التلحيم والصباغة وعوادم السيارات والشاحنات بالإضافة إلى الضوضاء والضجيج اللذين لا يطاقان ، وعلى امتداد أيام الأسبوع لدرجة يستحيل معها المرور والخلود للراحة بسبب الفوضى العارمة التي تتسبب فيها المحلات التي تمارس مهنة النجارة أو التلحيم والحدادة والمطالة وإصلاح هياكل السيارات وأماكن وقوف الشاحنات، وأخرى مختصة في الميكانيك والكهرباء وإصلاح العجلات، حيث تحولت مجموعة من الأزقة بالمدينة إلى تجمعات عشوائية لهذه المهن. . يشتغل أصحابها بدون أي سند قانوني في محلات ضيقة مما يجعلهم يقومون بنشاطهم خارج محلاتهم، ويستغلون الملك العمومي والشوارع والأزقة،مما تترتب عنه فوضى وعرقلة لحركة السير ومرور الساكنة. كما أصبحت الساكنة تعاني العديد من الأمراض التي باتت تهدد صحتهم وبشكل كبير الأطفال، جراء استنشاقهم اليومي لكميات كبيرة من الأدخنة المنبعثة والهواء الملوث، كما تأثرت الدور السكنية وتشوهت جدرانها وواجهاتها. وقد استسلم العديد من المواطنين لهذا "العقاب" الذي يجعل أبواب نوافذهم تضرب عن الانفتاح، و بالرغم من أن هذه الورشات تلعب دورا اجتماعيا من خلال تشغيلها لعدد هام من اليد العاملة أغلبهم أطفال، فإن الأضرار التي تلحقها بالساكنة تبقى أكبر من فوائدها. وأمام العشوائية التي تنتشر وتشتغل بها هذه الورشات -التي يعتبر أصحابها أن أقدميتهم في مزاولة هذه الحرف بالأزقة والشوارع السالفة الذكر سندا شبه قانوني يحل محل الرخص- فإن العديد منهم مازالوا ينتظرون من الجهات المسؤولة تنظيم وتقنين هذه الأوراش الحرفية وترحيلها خارج الأحياء السكنية الآهلة بالسكان، للحد من معاناة السكان ،مما يطرح تساؤلات عريضة لدى المتضررين حول الجهات التي من مصلحتها الاستفادة من هذا الوضع وضرب شكاياتهم عرض الحائط. فهل من مجيب لهاته الشكايات؟