ما الذي يعنيه قرار الإتحاد الإفريقي تعيين ممثل له في الصحراء المغربية؟ ولماذا في هذا التوقيت بالضبط؟ أسئلة مشروعة تتزاحم في اهتمامات الرأي العام الوطني. طبعا الإتحاد الإفريقي غير معني بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية منذ أن اقترف بعضهم خرقا سافرا بميثاق منظمة الوحدة الإفريقية بقبول عضوية حركة وليست دولة. ومنذ أن أعلن المغرب انسحابه منها بعدما أصرت بعض الأطراف على هذا الخرق، وانتهى الموضوع بالنسبة للمغاربة وحتى بالنسبة للمسؤولين في منظمة الوحدة الافريقية سابقا والإتحاد الإفريقي حاليا حيث طوي الموضوع بشكل نهائي، وأدرك الإتحاد الإفريقي أن القضية رفعت للأمم المتحدة، لكن حينما يتجرأ الاتحاد الأوربي على تعيين ممثل عنه في نزاع لم يعد معني به لأن أحد طرفي النزاع لايعترف بشرعيته وأهليته، فإن ذلك يعني أن الآلة جنوب افريقية تحركت بالسرعة الفائقة، وأن السيدة زوما التي كانت تشغل منصب وزيرة خارجية جنوب افريقيا في وقت سابق، والتي كانت تتوفر على جواز سفر جزائري أيام زمان، والتي أصبحت الآن المفوضة العامة للإتحاد الإفريقي هي التي أقدمت على ما أقدمت عليه، وهي المعروفة بمواقفها المتطرفة إزاء المصالح المغربية بصفة عامة وإزاء قضية وحدتنا الترابية بصفة خاصة. وهي اختارت هذا التوقيت بعدما أصيبت ديبلوماسية بلدها وديبلوماسية شقيقتها في الجزائر بالانتكاسة جراء رفض مجلس الأمن إدراج مراقبة حقوق الإنسان ضمن صلاحيات المينورسو في الصحراء، وهي بذلك تسعى الى ما تعتقده تشديد الخناق على المغرب. على كل حال، لانرى مانعا أن يحل ممثل زوما بمخيمات الرابوني وتوفر له الجبهة الانفصالية (براكة) من البراريك هناك، وتطلق له الأيادي والأرجل للتجول بين أركان هذا المخيم ، وحينما يشعر بالملل أمام سفر استجمام في شمال مالي أو شمال غرب النيجر. أما بالنسبة إلينا فإن قرارات الإتحاد الإفريقي لا تعني الشعب المغربي في شيء.