احتضنت قاعة ابن ياسين يوم أول أمس السبت مباريات الدور نصف النهائي لكأس العرش ذكورا وإناثا وخلال هذه المباريات وكما كان يتوقع العديد من المتتبعين، تمكن في صنف الإناث كل من اتحاد النواصر وجماعة الحي المحمدي من الحجز للمباراة النهائية بعد أن التقيا كذلك على نهائي لقب البطولة الوطنية، كما استطاع في صنف الذكور فريقا اتحاد طنجة والرابطة البيضاوية كسر عناد كل من النادي المكناسي ورجاء أكادير ليتواجها ولأول مرة في المباراة النهائية لنيل كأس العرش. ففي صنف الإناث فقد كان المستوى التقني للمباراتين دون المقبول وأظهر بوضوح التأخر الكبير الذي ما زالت تعاني منه ممارسة هذه الرياضة مما يتطلب مجهودات مضاعفة خاصة من الفرق سواء على مستوى التدريب أو اللياقة البدنية أو التأطير الفني لضمان مستويات أفضل وفرق تتوفر على مجموعات متكاملة ومتجانسة في أدائها. أما في مباراتي دور نصف النهاية ذكور، ففي المباراة الأولى بين النادي المكناسي واتحاد طنجة كان المستوى التقني للمباراة جيدا بين الطرفين وذلك من خلال العرض الجيد لهما كما أن كل فريق سيطر في شوط والشاطر من تألق في الشوط الثاني والمقصود به هنا فريق اتحاد طنجة، فخلال الشوط الأول كان الارتباك باديا على أداء لاعبي الفريق الطنجي مما ساعد كثيرا فريق النادي المكناسي على التقدم في التسجيل وإنهاء هذا الشوط لفائدته بحصة 12 هدفا مقابل 8. أما خلال الشوط الثاني فقد انتفض لاعبو اتحاد طنجة وغيروا من أسلوب دفاعهم بالتقدم أكثر أمام الدائرة والضغط على كل لاعب مكناسي توصل بالكرة، وهي خطة بدا المكناسيون عاجزون عن حل لغزها، وأثرت حتى على أسلوب دفاعهم ليتمكن الطنجيون من إدراك التعادل 13 مقابل 13 وذلك في حدود الدقيقة 14 من الشوط الثاني، ليبدأ بعد ذلك التشويق والحدة ونوع من التكافؤ يطبع مجريات اللقاء. وبعد أن تقدم المكناسيون مجددا بحصة 17 مقابل 15 ثم 18 مقابل 16، عرفت 8 الثمان دقائق الأخيرة من المباراة ارتفاع حدة اللقاء بعد أن أدرك الطنجيون التعادل 18 مقابل 18، ولم يسمحوا قط للمكناسيين بالعودة للتقدم في النتيجة خاصة بعد التعادل 19 مقابل 19، ثم تسجيلهم الهدف رقم 20 قبل 4 دقائق و36 ثانية من نهاية المباراة، وهو الهدف الذي احتج عليه المدرب المكناسي نور الدين البوحديوي بدعوى أن أحد لاعبيه تعرض لخطأ في الهجوم قبل هذا الهدف، وأدى فريقه ضريبة هذا الاحتجاج باستبعاد أحد لاعبيه لدقيقتين، فساهم هذا التفوق العددي في إحراز الفريق الطنجي لهدفه رقم 21، وبالرغم من إحراز المكناسيين لهدفهم رقم 20 من رمية جزاء قبل دقيقة و13 ثانية على نهاية المباراة، إلا أنهم أضاعوا فرصة التعادل قبل 5 ثواني من صافرة النهاية بعد أن طلب مدربهم وقتا مستقطعا تلقوا خلاله تعليمات تكتيكية لإمكانية بلوغ التعادل ونجحت الخطة لكن لاعبهم الذي كان لوحده أمام الحارس الطنجي على خط 6 أمتار سدد على العارضة لتنتهي المباراة بانتصار اتحاد طنجة وبلوغه المباراة النهائية لكأس العرش لأول مرة في تاريخه. تبقى الإشارة إلى أن تحكيم الثنائي الدولي المغربي عز الدين الهاني وعبد الواحد صدقي كان في المستوى المطلوب لكن ذلك لم يمنع بعض لاعبي النادي المكناسي من محاولة الاعتداء عليهما وهي صور مشينة سئمنا في الواقع معاينتها في الملاعب الرياضية مما يتطلب تدخلا صارما من الجامعة ليس للحد منها ولكن لمحو آثارها، فالنادي المكناسي لم يكن إلا ليلوم نفسه على ضياعه التأهيل وذلك من خلال مراجعة الذات وتحليل أدائه ليس في هذه المباراة فحسب ولكن من خلال موسم كامل لم نشهد خلاله الفريق الإسماعيلي الذي عهدناه متكاملا تكتيكيا وبدنيا ولم يكن في حاجة لتعليق هزيمته على حكمي المباراة. أما مباراة نصف النهاية الثانية بين فريقي الرابطة البيضاوية ورجاء أكادير فكانت شبيهة بسابقتها حيث تألق كل فريق في شوط وكان الأشطر كذلك من تألق في الشوط الثاني، ففريق رجاء أكادير كان أكثر حضورا خلال الشوط الأول وأنهاه متقدما في التسجيل بحصة 21 مقابل 16، ثم رفع النتيجة بعد دقيقتين من بداية الشوط الثاني إلى 22 مقابل 16، لكن فريق الرابطة البيضاوية سرعان ما نفض عنه غبار الخمول ليسجل 9 أهداف متتالية دون أن يسجل فريق الرجاء أي هدف ليعود التفوق للرابطة بحصة 25 مقابل 22، وبعدها وفي حدود الدقيقة 18 من هذا الشوط، أدرك الفريق الأكاديري التعادل 25 مقابل 25، لكن خبرة لاعبي الرابطة كانت حاضرة بقوة لإنهاء المباراة لفائدتهم بحصة 34 مقابل 32. والواقع أن فريق رجاء أكادير قدم عرضا محترما وأبان بعض لاعبيه على مستوى جيد أمثال العميد أحمد نديه والمهدي محابي وأحمد كويا، لكن الفريق ينقصه العمق التكتيكي في الأداء والذي يبقى مهمة طاقمه التدريبي، فالمواصفات الأساسية موجودة والإرادة كذلك، ولكن تطعيمها بأساليب اللعب تبقى نقطة الضعف الكبيرة التي يشكو منها الفريق. محمد الصباري