قال أحمد لحليمي إن المغرب، وفي منتصف الطريق إلى سنة 2015 الأفق المحدد لتحقيق أهداف الألفية للتنمية ، تمكن فعلا من تحقيق بعض هذه الأهداف، وأن العمل ينبغي أن ينصب الآن على استكمال الأهداف الأخرى وتوطيد تلك التي تم تحقيقها. ويشكل تقليص معدلات الفقر واحدا من الأهداف التي نجح المغرب في كسب رهانها، ذلك أنه إذا كان الهدف المرسوم في أهداف الألفية هو الوصول إلى حصر نسبة الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم 1.75 في المائة، فإن النسبة التي تم بلوغها في نهاية سنة 2007 هي 0.6 في المائة، علما أن هذه النسبة كانت سنة 1990 في حدود 3.75 في المائة. وبخصوص نسبة الفقر المرتبط بالتغذية، أشار لحليمي في عرض قدمه يوم الأربعاء بالرباط، إن هذه النسبة تقلصت من 4.6 في المائة سنة 1985 إلى 0.9 في المائة سنة 2007، وهو ما يعني أن هذا الهدف تم بلوغه بشكل كا مل بالنظر إلى أن نسبة الفقر الغذائي المتوخى تحقيقها في أفق سنة 2015 محددة في 2.3 في المائة. ورأى لحليمي أنه لا ينبغي الركون إلى هذه النتائج ، لأن المسافة الزمنية التي حددتها الأممالمتحدة لتحقيق الأهداف الثمانية لا تزال بعيدة ، ودعا إلى الحفاظ على هذه المكتسبات مشيرا إلى أن الحكومة اتخذت، لأجل ذلك، إجراءات مهمة، منها تخصيص 53 في المائة من ميزانية السنة المقبلة للقطاع الاجتماعي، وهي نسبة تطورت كثيرا إذا ما قورنت ب42 في المائة سنة 1992. وأشار لحليمي إلى أنه من بين الإجراءات الأخرى التي تصب في العمل على تقليص الفقر إطلاق نظام المساعدة الطبية الخاص بالمعوزين، والتأمين الإجباري على المرض وتقوية أوراش البنيات التحتية الأساسية كالطرق والتزويد بالماء والكهرباء، وقبل ذلك الرفع من وتيرة أنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث بلغ عدد المشاريع التي تم إطلاقها إلى حدود نهاية سنة 2007 ، 12 ألف و133 مشروع بغلاف مالي قدره 64.4 مليار درهم، واستفاد منها 3 ملايين شخص. يظهر التقرير الذي أعدته المندوبية بشراكة مع القطاعات الحكومية المعنية وجمعيات المجتمع المدني وصندوق الأممالمتحدة الإنمائي أن المغرب استطاع تحقيق الهدف الأول من أهداف الألفية حيث أن الفقر النسبي تدنى على الصعيد الوطني, من 3 ر15 في المائة سنة2001 إلى9 في المائة سنة2007 وأن نسبة الهشاشة انتقلت في نفس الفترة من8 ر22 الى5 ر17 في المائة. ويكشف التقرير أن المغرب سبق له أن بلغ سنة2007 القيم المستهدفة من طرف أهداف الألفية من أجل التنمية في أفق2015 حيث تم القضاء تقريبا على الفقر الذي يقل دخل الفرد اليومي فيه عن دولار واحد (6 ر0 في المائة) وتقليص الفقر الغذائي ب 1 ر5 مرة (9 ر0 في المائة) في حين أن الفقر المطلق تقلص ب4 ر3 مرة (9 ر3 في المائة). ولتعزيز هذه المكتسبات -يضيف التقرير- حرصت الحكومة على الخصوص على فتح عدة أوراش تهم إصلاحات قطاعية, من خلال تخصيص53 في المائة من ميزانية الدولة برسم سنة 2009 للقطاعات الاجتماعية وتقوية أنشطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية, وكذا وضع برامج خاص بالبنيات التحتية. كما يؤكد التقرير على أن المغرب استطاع ضمن الهدف السادس من أهداف الألفية المتعلق بمحاربة حمى المستنقعات وداء فقان المناعة المكتسبة وأمراض أخرى, القضاء على داء حمى المستنقعات بشكل كامل, وذلك بعد أن وصلت نسبة الإصابة بهذا الداء سنة 1990 إلى2 ر6 في المائة. ولتحقيق هذا الهدف وضع المغرب برنامجا وطنيا لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة بهدف ضمان ولوج حاملي الفيروس لخدمات الوقاية والعلاج والتكفل والدعم بشكل كامل, علاوة على وضع برنامج وطني لمحاربة داء السل. وبخصوص ضمان توفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال في سن التمدرس, (الهدف الثاني من أهداف الألفية), يكشف التقرير أن القيمة المحققة في نسبة التمدرس بلغت 5 ر93 في المائة سنة2007 مقابل4 ر52 في المائة سنة1991 , أي بمعدل انجاز سنوي متوسط بلغ69 ر3 في المائة, كما أن القيمة المحققة في نسبة تعلم الشباب (15 -24 سنة) بلغت76 في المائة سنة2007 مقابل58 في المائة سنة1994 وذلك بمعدل انجاز سنوي يصل إلى10 ر2 في المائة, مبرزا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب رفع هذا المعدل الى49 ر3 في المائة سنويا. ولتسريع وتيرة بلوغ هذا الهدف تم اتخاذ عدة تدابير, همت على الخصوص, وضع مخطط استعجالي سنة2008 لتعجيل تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين والرفع من الميزانية المخصصة لهذا القطاع برسم سنة2009 بنسبة تفوق3 ر23 في المائة. أما الهدف السابع المتعلق بضمان ««بيئة مستدامة» فقد أبرز التقرير أن نسبة السكان المرتبطين بشبكة الماء الشروب أو ممن لهم ولوج لمنابع مياه نقية بالعالم القروي بلغت سنة2006 ( 85 في المائة ) مقابل14 في المائة سنة1994 , وذلك بمعدل انجاز سنوي متوسط بلغ16 في المائة, في حين بلغت هذه النسبة بالعالم الحضري مائة في المائة مقابل74 في المائة المسجلة سنة1994 . وأضاف التقرير أن نسبة السكان الحضريين القاطنين بدور الصفيح أو بسكن غير لائق بلغت سنة5 2007 ر6 في المائة مقابل2 ر9 في المائة سنة1994 ملاحظا أنه ولبلوغ هذا المرمى, يتعين رفع المعدل المتوسط للانجاز السنوي من64 ر2 في المائة إلى9 في المائة.