هذه الأهداف ، التي تجسد التزام الدول الأعضاء في الأممالمتحدة للحد من الفقر في العالم بحلول عام 2015 ، ويشهد العمل من أجل تحقيقها تباينا من بلد إلى آخر. وفي سياق الوتيرة التي يعرفها إنجاز هذه الاهداف في المغرب على بعد نصف المسافة الزمنية في أفق 2015، تشهد العديد من المؤسسات الدولية بما فيها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بأن المغرب قد خطا خطوات كبيرة في هذا الاتجاهن وأكثر من ذلك تمكن من تحقق بعض هذه الأهداف بشكل كامل. كما حقق بالنسبة لاهداف أخرى نتائج مشرفة جدا تجعله ضمن الدول التي تسير في الطريق الصحيح وتتجه نحو سنة 2015 بالكثير من الاطمئنان لأن هذه الأهداف باتت في المتناول، ومن المنتظر أن تكون في الموعد الذي حددته الأممالمتحدة في ما يتعلق بالتنمية البشرية. وقد تناقلت العديد من وسائل الإعلام مضامين التقرير الوطني الثالث حول أهداف الألفية والذي قدمته المندوبية السامية للتخطيط في وقت سابق، كما تلقته المؤسسات الدولية المعنية بالتنمية البشرية بنوع من الارتياح يعكس ثقة هذه المؤسسات في قدرة المغرب على رفع التحديات التي تفرضها التطورات في العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي. وكان هذا التقرير قد خلص إلى أن أول الأهداف التي تحققت يتمثل في الحد من الفقر المدقع والجوع. وأضاف أن الفقر النسبي على الصعيد الوطني انخفض من 15.3 % سنة 2001 إلى 9 % في سنة 2007 ، في حين أن معدل الهشاشة تراجع إلى 17.5 % سنة 2007 مقابل 22.8 % سنة 2001. وحسب أحد المواقع الفرنسية الهتمة أساسا بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية فإن هذه النتائج تعبر عن مستوى التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المغرب ، ونقل عن أحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط قوله إنه لتوطيد هذه المكاسب ، فإن المغرب فتح عدة أوراش للإصلاحات القطاعية تتجسد بالأساس في تخصيص 53 % من ميزانية الدولة القطاعات الاجتماعية خلال سنة 2009، مرتفعة بذلك من 42 في المائة سنة 1992 ،وأيضا في تعزيز آليات اشتغال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث تم إطلاق 12133 مشروع سنة 2007 من المنتظر أن يستفيد منها 3 ملايين مواطن ، إضافة إلى الشروع في تنفيذ نظام المساعدة الطبية للفئات المعوزة، والتأمين الإجباري على المرض، وتعزيز برامج البنيات التحتية الأساسية مثل الطرق والمياه والكهرباء وغير ذلك. بهذا يكون المغرب قد حقق واحدا من الأهداف الأساسية التي لم تتمكن العديد من الدول من الوصول إليه. أ:ثر من ذلك أضاف موقع «أكورا فوكس» أن المغرب في الطريق نحو تحقيق الهدف الثاني المتمثل في توفير التعليم الابتدائي للجميع. ومن خلال المجهودات التي بذلت حتى الآن في سبيل تحقيق ذلك يبدو هذا الهدف في المتناول في أفق سنة 2015، وبالموازاة مع ذلك ارتفعت وتيرة العمل من أجل القضاء على الأمية بين الشباب البالغين 15-24 سنة، هناك سعي حثيث للوصول إلى 3.49 % بدلا من 2.1 % حاليا. كما يعد المغرب حسب الموقع المذكور من بين الدول التي تقترب من تحقيق الهدف السابع من الأهداف الثمانية، والمتمثل في بيئة مستدامة، التي تشمل من بين أهداف فرعية أخرى تعميم التزويد في الماء الصالح للشرب، حيث يبدو هدفا قابلا للتحقق قبل سنة 2015 . وحسب خلاصات التقرير المذكور فإن نسبة السكان الذين يحصلون على مياه الشرب بلغت 85 % سنة 2007 في المناطق الريفية مقابل14 % سنة 1994، وتبلغ هذه النسبة 100 % في المناطق الحضرية بينما لم تكن تتعدى سنة 1994 نسبة 74 % . وفي ما يتعلق بالهدف الرامي إلى توفير سكن لائق للجميع، والذي يبذل فيه المغرب جهدا وافرا، من المنتظر أن يتم العمل على رفع وتيرة الإنجاز من 2.64 في المائة حاليا إلى 9 في المائة من الآن وإلى غاية 2015 ، ,إذا أخذنا ما تحقق حتى الآن من نتائج في مجال العمران والسكن بما في ذلك بناء المساكن الاقتصاديةوالاجتماعية وإعلان 30 مدينة بدون صفيح سنة 2008، وارتقاب الاعلان عن 30 مدينة أخرى مع نهاية السنة الجارية.