أجمع رجال أعمال مغاربة وفيتناميون خلال اجتماعين استكشافيين عقدا يوم الثلاثاء في هانوي و يوم الأربعاء في مدينة هو شي منه ( 1700 كلم إلى الجنوب) على وجود آفاق كبرى للتعاون وتطوير المبادلات التجارية بين البلدين, كما عبروا عن رغبتهم في عقد لقاء قريب في مستهل سنة2009 بالمغرب. وخلال اللقاءين, المنظمين بمبادرة من سفارة المغرب في فيتنام, واللذين شارك فيهما أكثر من مائة من رجال الأعمال, من بينهم نحو20 من المغرب, يمثلون مختلف القطاعات الإنتاجية الكبرى, وحضره الوزير الأول عباس الفاسي, تم بحث كيفية مواجهة مشاكل من قبيل البعد الجغرافي الذي يعيق بشكل كبير نمو الصادرات ثم العجز الكبير في الميزان التجاري لصالح فيتنام وضرورة إبرام اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة, وتقديم تسهيلات في كلا البلدين للمستثمرين ورجال الأعمال. واعتبر وزير التجارة الخارجية عبد الطيف معزوز أن العلاقات الاقتصادية المغربية الفيتنامية علاقات جديدة عرفت تطورها الكبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة وهو التطور الذي جاء اثر ارتفاع الواردات المغربية من فيتنام خصوصا القهوة, غير أنه تأسف لكون الصادرات المغربية لهذا البلد لا تشكل سوى أقل من5 في المائة من الحجم الإجمالي للمبادلات ودعا رجال الأعمال المغاربة للتحلي بالجرأة واستكشاف فرص للتصدر والاستثمار. واستعرض معزوز أمام رجال الأعمال الإمكانيات والفرص التي يتيحها الاقتصاد المغربي مؤكدا أن المغرب يرحب برجال الأعمال الفيتناميين. وحسب المعطيات التي قدمها معزوز فمن يناير الى يوليوز2008 بلغت صادرات المغرب لفيتنام مليونين و818 الف دولار فيما بلغت وارداته منها29 مليون و637 الف دولار, وخلال العام2007 بلغت صادرات المغرب لفيتنام963 الف دولار فيما بلغت وارداته منها40 مليون و747 الف دولار. وأشار معزوز إلى أن أهم الواردات المغربية من فيتنام تتمثل في القهوة حيث بلغ إجمالي ما تم استيراده خلال العام2007 نحو18 مليون و833 الف دولار ثم أجهزة التلفزيون,10 ملايين و62 الف دولار والأحذية مليونين و216 الف دولار في حين تتكون الصادرات الى هذا السوق من خردة الحديد ودقيق السمك. أما بخصوص القطاعات التصديرية الواعدة للسوق الفيتنامي فأشار الى أنها تتمثل في المتتجات الزراعية كالبرتقال وعصير البرتقال والسمك المعلب والأدوية والصناعات التجميلية والفوسفاط ومشتقاته والخزف والجلد والموصلات الدقيقة وغيرها. و قال فو تيان لوك ض شى مَ جُك رئيس غرفة التجارة والصناعة في فيتنام إن المغرب يعد واحدا من بين أكبر خمس اقتصاديات في افريقيا وقاعدة رئيسية لولوج المنتجات الفيتنامية الى افريقيا عموما وأوربا. واقترح أن تقوم الحكومتان بمنح رجال الأعمال في البلدين معاملات تفضيلية من أجل المساعدة على تطوير الاستثمارات والتجارة وبالخصوص في مجالي الزراعة وتربية الأسماك والفوسفاط. و دعا إدريس الحوات رئيس جامعة غرف التجارة والصناعة بالمغرب الى تنظيم أيام ثقافية وتجارية مغربية في هانوي وأيام فيتنامية في المغرب, والعمل على تجاوز بعض العراقيل أمام تيسير المبادلات والمتمثلة في النقل سواء الجوي أو البحري بسبب البعد الجغرافي. وسجل أهمية التوقيع على اتفاقية تفادي الازدواج الضريبي الإثنين الماضي في هانوي بمناسبة الزيارة الرسمية للوزير الأول عباس الفاسي لفيتنام ودعا الى التسريع بتوقيع اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة, وقال إن هذه الاتفاقيات وغيرها كلها وسائل ستحفز القطاع الخاص في المستقبل على مزيد من العمل في الرفع بالمبادلات التجارية والاستثمارات. و اعتبرت خالدة بلقاضي نائبة رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن العلاقات التجارية ستعرف تطورا في المستقبل بعد اللقاءات والمشاورات التي جرت على هامش زيارة الوزير الاول لهانوي ولقاءات رجال الأعمال, مضيفة أن هناك عددا من الأفكار والخطط لزيادة التعاون بين رجالي الاعمال في البلدين رغم البعد الجغرافي يمكن الرفع من المبادلات التجارية في الاتجاهين وزيادة الصادرات المغربية لهذا السوق الواعد والضخم. وقالت إن هناك استجابة وقبولا واسعا من قبل رجال الأعمال بين البلدين لزيادة المبادلات وإقامة شراكات.