لا أحد يستطيع ان يعرف المقاييس والمواصفات التي تتخذها مصالح ومديريات وزارة الثقافة في اختيار الأشخاص / الفعاليات التي ترشحها أو تنتدبها لمهرجاناتها ومنتدياتها وندواتها الثقافية والفنية. ماهي الشروط المطلوبة لذلك...؟ هل على المرشحين لهذه المهام أن يكونوا اعضاء في حزب الوزير...أم عليهم ان يكون انتماءهم الى المجالات الثقافية والفنية التي تقوم وزارة الثقافة برعايتها وتنظيم أنشطتها وفعالياتها انتماءا حقيقيا وبارزا ومتميزا. في واقع الأمر، أضع هذه الأسئلة متأخرا ولكن مع ذلك، كان لابد لي أن أضعها على السيد وزير الثقافة الذي جاء الى هذه الوزارة من حزب تقدمي، ترفض أطروحاته الاديولوجية، وفكره السياسي ما نسميه في " قاموس الفساد السياسي" المحسوبية والزبونية، كما جاء من أسرة سلاوية عريقة ومثقفة، يعرفها الناس في هذه المدينة بالتقوى ونقاء اليد والسريرة. أما عن اسباب نزول هذه الأسئلة وطرحها على مصالح ومديريات وزارة الثقافة، هو موقع كاتب مغربي كبير، انخرط / ينخرط بقوة وفعالية وإصرار في المسار الثقافي المغربي، بشهادة المثقفين والفاعلين والقراء من داخل المغرب ومن خارجه، والذي تصر مصالح وزارة الثقافة على تغييبه عن كل أنشطتها وجوائزها وتكريماتها ومهرجاناتها، وحفلاتها وندواتها التي تدخل في مهامها واختصاصاتها لأسباب نجهلها. لا ندري ماهو تفسير هذه المصالح والمديريات، في تغييب وتهميش باحث/ ناقد/ مؤرخ في المجال المسرحي، اسمه الأستاذ محمد أديب السلاوي، عن أي نشاط مسرحي / عن أي مهرجان مسرحي لوزارة الثقافة، وهو الباحث الذي صدرت له العديد من الكتب، وعشرات المقالات عن الحركة المسرحية المغربية داخل المغرب وخارجه، وتعتبر مؤلفاته وأبحاثه ومقالاته مرجعا أساسيا للأطروحات الجامعية في هذا المجال بشهادة أهل المسرح والدارسين لقضاياه. لا ندري ماهو تفسير مصالح ومديريات وزارة الثقافة، في تغييب باحث / ناقد/ مؤرخ، في مجال الفنون التشكيلية المغربية ، صدرت له حتى الآن حوالي عشر كتب ومئات المقالات عن هذا الفن داخل المغرب وخارجه، نال عنها جوائز وميداليات من منظمات وجمعيات ثقافية مختصة من داخل المغرب ومن خارجه، ماهي اسباب تغييبه وتهميشه عن أي نشاط لهذه الوزارة لهذا القطاع... إن ما نعرفه ويعرفه كل العالم عن كاتبنا الكبير، أنه رجل لا تنقصه كفاءة، ولا دماثة خلق ولا وطنية / انه مثقف عميق في رؤيته وطروحاته / مثقف متواضع، متشبت بوطنيته وهويته العربية الاسلامية / أغنى الخزانة العربية بحوالي اربعين مؤلفا في مختلف الفنون المغربية العتيقة والحديثة، وفي الادب والثقافة والسياسة. والسؤال المحير، لماذا تم / يتم تغيبه عن فعاليات هذه الوزارة...وعن أنشطتها ؟ هل لأنه لا ينتمي لحزب الوزير ؟ هل لأنه لا يعرف التسول في مصالح وزارته ؟ هل لأنه يرفض استعمال أساليب النفاق التي يستعملها الآخرين ؟ في هذه " الرسالة " اكتفى بهذا القدر من الأسئلة، ولنا عودة اليها مرة أخرى.