تعد مدينة الشماعية من أقدم المدن بجهة دكالة-عبدة، اذ تعتبر النواة الجغرافية لمنطقة احمر، وضمت علماء اجلاء وصلحاء ساهموا في تنوير قبيلة احمر، والدليل على ذلك ان الملوك العلويين بنوا فيها مدرسة للأمراء لتعليمهم الرماية وحفظ القران والتي لازالت اطلالها شاهدة على ذلك، غير ان الواقع الحالي يخالف ما قلناه تماما. و تضم المدينة ساكنة تقدر ب 25 الف نسمة، و هي الباشوية الثانية بعد اليوسفية بالإقليم، و قد ساهمت سياسة المجالس السابقة و الحالية في تهميشها، فالبناء العشوائي هو العنوان الرئيسي للمدينة، و الذي فرض نوعا من الهشاشة و الاقصاء الاجتماعي ،أفرز حالة من عدم الاستقرار و غياب الامن، فلا حديث إلا عن الاعتداءات و السكر العلني و استشراء المخدرات بشتى اشكالها و أنواعها، و قد اثر هذا الوضع على السوق الأسبوعي "خميس زيمة" الذي يعتبر أكبر سوق بالمنطقة،و لهذه الأسباب و غيرها احتضنت دار الشباب اجتماعا تواصليا لفاعليات المجتمع المدني بالشماعية قصد الحوار التشاركي، و تفعيل البرنامج النضالي السلمي لتحقيق الامن الفردي و الجماعي، و كونوا لجنة تنسيقية في هذا الصدد، و يوم 24/05/ 2014 بلغت هذه المطالب دروتها في وقفة احتجاجية منظمة و مؤطرة من طرف التنسيقية و التي رفعت شعارات "انقذوا ابناءنا ، انقذوا بناتنا ، المواطن بالشماعية في خطر" و هي شعارات متنوعة و مختلفة هدفها الوحيد هو الحصول على الطمأنينة و الإحساس بالأمن، مؤكدين ان مصلحة الدرك الملكي، و التي لا يتجاوز عدد افرادها 14 عنصرا أصبحت عاجزة عن حفظ الامن بالمدينة و نواحيها، و قد وزعوا بيانا ختاميا في هذا الصدد يبين المطالب المرفوعة منها الامن أولا و أخيرا، مع ترك الباب مفتوحا لاتخاذ كافة اشكال النضال السلمي. و قرأ البيان الختامي رئيس اللجنة التنسيقية الأستاذ مسعود الاندلسي ، و قد شارك مكتب فرع حزب الاستقلال و مناضليه في هذه الوقفة الى جانب فاعليات المجتمع المدني. و من المعلوم ان الامن بمدينة الشماعية تم التطرق له في المجالس الإقليمية بأسفي و اليوسفية، و جاء في البيان الختامي في المجالس الجهوية لجهة دكالة-عبدة . ليبقى السؤال الذي يطرحه المواطن في الشماعية متى يتم بناء مفوضية للأمن بالمدينة؟