جمع غفير من المواطنين يحاصرون المكان، أمتعة متناثرة هنا وهناك، رائحة تزكم الأنوف تنبعث من كل الجوانب، أطفال ونساء وشباب يتحلقون حول مكان الحريق، عيونهم الحائرة مصوبة نحو البراريك التي نشبت فيها النيران! فحوالي الساعة الحادية عشر والنصف صباحا من يوم الاربعاء 28ماي الجاري ، انطلقت أعمدة الدخان نحو السماء معلنة عن حريق جديد بأقدم تجمع صفيحي بالمغرب دوار الشانطي بسيدي يحيى الغرب ، حيث أتى على 6 منازل سكنية "براريك" ، كما أصيب طفل صغير بجروح خفيفة استوجبت نقله الى مستشفى الادريسي بالقنيطرة لتلقي الاسعافات الضرورية. انتشر الخبر بسرعة في كافة أزقة الدوار الضيقة التي غرقت في مياه رجال المطافىء الذين تدخلوا بعد دقائق من اشتعال الحريق، امتدت خراطيم المياه عبر عدة مداخل و«تنافس» أبناء الحي مع رجال المطافىء في إنقاذ ما تبقى من «البراريك» بعدما تمرسوا على ذلك بفعل توالي الحرائق. اختلفت الآراء وتداخلت الشهادات حول بداية الاشتعال، البعض يقول الشرارة الأولى انطلقت من وسط مكان الحريق، آخرون يقولون إنها بدأت من أحد العدادات الكهربائية. غير أن سبب اندلاع النيران ظل مجهولا ككل مرة. بعد صراع مرير دام زهاء ساعتين، تمكن أبناء الحي ورجال المطافىء ، من إخماد النيران التي أتت على كل ما لامسته ألسنتها من قصدير وخشب وأغطية. ظلت النار ملتهبة في صدور السكان ضحايا الحريق رغم إطفائها على أرض الواقع ، بسبب تقاعس الجهات المسؤولة عن الشأن المحلي للمجلس البلدي عن تقديم حلول اقتراحية بعين المكان، حيث ظل الضحايا تحت أشعة الشمس مما جعلهم يقومون باحتجاجات واسعة كرد فعل على برودة الحوار التي لامسوها لدى المسؤولين مرددين شعارات مناوئة للمجلس البلدي , وفي ألأخير يتسائل المواطن اليحياوي هل جائت هده ألأأحداث لتزداد حرقة الضحايا الحالمين بسكن لائق وسقف يحميهم من بطش النيران الغادرة؟