لم يعد خافيا على انظار الجميع ما صار يحدث في الحسيمة من احداث وتطورات أقل ما يمكن القول عنها انها خطيرة . ففي الوقت الذي تسعى فيه مناطق اخرى من الوطن الى جمع شتاتها وتوحيد صفوف ابنائها وطاقاتها وتهيئهم من أجل احتلال الصدارة خدمة للبلد وابناء البلد ، نسارع نحن ابناء الحسيمة الى حرق كل وجه بارز أو شمعة مشتعلة . لتصفية حسابات ضيقة بله تعصب مبالغ فيه يكاد يحرق الأخضر واليابس في السنوات القليلة الأخيرة ،بل وفي أقل من ستة أشهر ، احداث وتطورات سريعة تطال مسؤولين، منتخبين وموظفين وفاعلين واعلاميين ، كأن لا شغل لأهل المنطقة إلا تصفية الحسابات .. كنا نتمنى أن يكون للمنطقة ممثليها والمدافعين عنها في مراكز القرار و لوبيات المركز , فإذا بالإخوة يصبحون اعداء ، والمناضلون يخونون بعضهم أو يكفرون. في مناطق اخرى من الوطن ينشغل الشباب بالقضايا الكبرى ويناقشون امورا تهم القوانين التنظيمية والمسائل المصيرية كالشغل والتعليم والصحة والسكن والتقسيمات الجهوية التي تخدم مصالح المنطقة واللغة والهوية والمشاركة السياسية وخوض تجارب رائدة ، مستوردة من دول اخرى او بتحفيز مبادرات ذاتية فريدة ونحن هاهنا في هذه الارض الطيبة التي يغبطنا عليها الأصدقاء ويحسدنا عليها الحاسدون .. مع ان لا معامل فيها ولا موارد رزق تضمن لكل الناس الكرامة والعيش الكريم ، نتصارع و نتطاحن ونتعارك ، والكل يدعي حب الوطن وخدمة البلد. أما آن الأوان لتجميع طاقاتنا وتشجيع شبابنا واستثمار اموال مستثمرينا وأغنياء المنطقة ، وتوحيد كل التوجهات السياسية والمواقف الحزبية التي يتبناها ابناء المنطقة لخدمة المنطقة وليس لمآرب شخصية نحتاج الى معامل ومصانع وفرص للشغل لهذه الاعداد المتزايدة يوما عن يوم الى صفوف المعطلين، نحتاج للعناية بمرضانا الذين يتساقطون كل يوم نتيجة الامراض المستعصية وقلة ذات اليد ، بتوفير مستشفيات مؤهلة وطاقات عاملة مجدة ، نحتاج للجامعة والبحث العلمي الذي يخدم المنطقة التي ابناؤها مشتتون بين الجامعات المغربية في ظروف جد صعبة ، نحتاج للسكن .. نحتاج ونحتاج ونحتاج . لكن دون خدش للحياء ولا مس بالأعراض