ما زالت الملحمة الفنية الكبرى "كفاح عرش وشعب"، التي نظمها حزب الاستقلال وتم تقديمها يوم الثلاثاء 13 ماي الجاري بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، في إطار فعاليات الاحتفالات بالذكرى الثمانين لتأسيس نواة الحزب الأولى، والذكرى الأربعين لرحيل الزعيم علال الفاسي، تحصد التنويه من عدد كبير من الفنانين المغاربة، الذين عبروا عن بالغ سرورهم بالمشاركة في هذه العمل الكبير، داعين إلى اتخاذ هذه الخطوة نموذجا لباقي الأحزاب لتمكين الشباب المغربي من معرفة تاريخهم الغني بالأمجاد والنضالات. الفنانة نعيمة المشرقي الناشئة والشباب أحوج ما يكونون لمثل هذه المبادرات اعتبرت الفنانة نعيم المشرقي، أن من المهم جدا لأي مبدع أو طاقم فني الحفاظ على الأعمال الفنية ونشرها من خلال المسرح والتلفزيون والسنما مع التشديد على هذه الأخيرة، في التأريخ لمراحل جليلة في تاريخنا سواء السياسية أ الثقافية أو الإبداعية أو في جميع المجالات. مثال ذلك تضيف الفنانة، أرشيف منفى الراحل محمد الخامس والمسيرة الخضراء الذي لا نتوفر عليه في المغرب، وحتى الوثائق والريبورتاجات التي نتوفر عليه هي في حالة سيئة مما يضطرنا لجلب أرشيفنا الوطني من مؤسسات فرنسية. في ذات السياق، شددت المشرقي، على الأهمية الكبرى التي يكتسيها الحفاظ على الأرشيف وهو ما ينقصنا فالوثائق التي نصورها اليوم سيأتي وقت ستكون ذات أهمية قصوى للأجيال القادمة. ما يجعل من الضروري صيانة تاريخنا و"هذا دائما كان همنا كفنانين"، مؤكدا على ضرورة تغيير العقليات وترقيتها والاشتغال على إعدادها لمسايرة المتغيرات المتسارعة التي يشهدها المجتمع المغربي من خلال ترقية الذوق لديها، والأمر السلبي هو أن الأجيال ترث عدم الاطلاع على عدد من الجوانب ما ينعكس على سلوكاتهم. وهذا العمل والحمد لله، تقول ذات الفنانة، "وبكل صدق فيه خدمة ومنفعة جليل للناشئة والشباب الذين يعدون أكثر شريحة محتاجة له، مهنئة حزب الاستقلال بالذكرى الثمانين لنشأته وكذا الذكرى الأربعين لوفاة الزعيم علال الفاسي، "الذي يعد من أبرز الأسماء اللامعة الوطنية هذا الوطن، فهو العلامة والمفكر والمبدع الذي لم يأخذ حقه في التعريف به في الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسنما بما لها من سحر وتأثير على المتلقي. كما شكرت الفنانة، حزب الاستقلال والأخ حميد شباط، على منحه هذه الفرصة للفنانين للتعبير عن مبادئ يؤمنون بها في هذا العمل الفنية الكبير الذي هو مبادرة تأتي في وقتها بالنظر للظروف التي تمر بها بلادنا، مشيرة إلى التفاعل الكبير الذي عبر عنه الجمهور مع الفنانين خلال الملحمة، "لم نكن نحس ونحن على الخشبة أننا وحدنا بل كنا نحس أننا مرفوقين بالجمهور الذي كان يتفاعل معنا بشكل عجيب". الفنان أحمد الناجي العمل مناسبة لتلاقي الفنانين من جهته، اعتبر الفنان أحمد الناجي، أن هذه المبادرة الوطنية جيدة جدا وشكر الذين سهروا على تنظيم الملحمة لأنها "فرصة سانحة للاتصال بين الكثير من الفنانين والجمهور، فهناك فنانون لم يسمح لهم الوقت بالالتقاء لمدة فاقت 15 سنة، كما أن هذه الملحمة تذكرنا بالعديد من الأعمال التي تمت في الماضي ونتمنى أن تكون مؤشرا لانطلاق أعمال أخرى ورسائل لكل الأحزاب لتسلك هذا المسلك"، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن هذه الملحمة هي كذلك فرصة عمل للعديد من الفنانين من أجل ازدهار الحركة المسرحية في بلادنا. الفنان عبد اللطيف حسينة المغاربة محتاجون لمثل هذه الأعمال اعتبر عبد اللطيف حسينة، أن المغاربة عموما والشباب خاصة محتاجون لمثل هذه الأعمال التي تجسد تاريخ المغرب المجيد، مشيرا إلى الدقة التي امتاز بها مؤلفو العمل في سيرد الأحداث التاريخية وأبطالها وعلى رأسهم علال الفاسي، مما يسهم في تعريف جيل الشباب بتاريخهم. وعبر ذات الفنان، في تصريحات ل"العلم"، عن شكره العميق لحزب الاستقلال والأخ حميد شباط، الذي كان من وراء هذه المبادرة النيرة التي أعطت شحنة للتجند في هذه الملحمة، متمنيا أن تحدو جهات وأحزاب أخرى حدة الحزب في مثل هذه المبادرة التاريخية الكبيرة التي كان له شرف المشاركة فيها.