بالغ السيد صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار بعض الشيء حينما أكد خلال اجتماع المجلس الوطني لحزبه بطنجة أن »حزب التجمع أنقذ البلاد« في إشارة إلى موافقة الحزب المشاركة في حكومة الأستاذ عبد الالاه بنكيران بعد اعلان المجلس الوطني للحزب الانسحاب من هذه الحكومة. ولعله أضاف كمية مبالغ فيها من التوابل، مما أفقد الوجبة ذوقها وحولها إلى مذاق لن تستحمله كثير من الأذواق. أولا، البلد لم يكن أمام وضع يستوجب الحديث عن انقاذ، لأنه لم يكن أمام كارثة لاقدر الله البلد كان أمام وضع سياسي طبيعي أعلن فيه حزب معين الانسحاب من حكومة لأنه لم يعد مقتنعا بأدائها، ولم يعد قادرا على تحمل أدائها السيء، وبالتالي أقصى ماكان يمكن أن يتطور إليه هذا الوضع هو إجراء انتخابات سابقة لأوانها بهدف تكوين أغلبية جديدة تفرزها صناديق الاقتراع، وهذا ما كان يجب أن يحدث في نظر المختصين، لكن الذي حدث أن السيد مزوار ورفاقه لم ينقذوا البلد كما ذهب إلى ذلك السيد مزوار بل أنقذوا حكومة بنكيران من انتخابات سابقة لأوانها كانت ستعرض الحكومة إلى عاصفة ما. حزب مزوار لم ينقذ البلد لأن البلد لم يكن في خطر، ولكنه أنقذ حزبه من وضع المعارضة الذي وجد نفسه فيه وهو الحزب الذي لم يجرب يوما هذا الوضع، لذلك ما أن لاحت فرصة انقاذ النفس من الحالة غير الطبيعية حتى انقض عليها ولم يفوتها، والحقيقة يجب أن نعترف بأن مزوار ورفاقه أحسنوا الانقضاض وخرجوا بغنيمة مهمة من حيث عدد الوزراء ورئاسة مجلس النواب، ومن حيث تعرية المشهد السياسي من دهون الماكياج التي عرضت كتعهدات أخلاقية من طرف البعض. السيد مزوار لم يحسن التعبير في هذه اللحظة، وهو الذي كان يملأ الدنيا كلاما سيئا في حق الحزب الأغلبي ورئيسه، لكن كل شيء هان حينما تعلق الأمر بإنقاذ الحزب من ورطة المعارضة.