في نيجيريا حطت الرحال جماعة مجنونة تدعى "بوكو حرام"، وهي جماعة متطرفة تحاول أن تنصب نفسها ممثلا وحيدا لمسلمي نيجيريا، وحيث أن نيجيريا بلد نفطي، فقد كان لزاما عليه أن يأخذ نصيبه من جماعات التطرف الديني التي يتم زرعها في كل البلدان النفطية عبر العالم، لجعلها طييعة في مواجهة الغرب وشركاتها التي تستنزف الذهب الأسود لتلك البلدان وترمي لهم بالفتات، الذي يلتهمه من جهة الفساد المعشش في الإدارة و باقي مؤسسات الدولة، ومن جهة أخرى المجهود العسكري والأمني لمواجهات الجماعات المتطرفة ونزعات الانفصال والنزاعات الإثنية، وبالجملة فكل ما تحصل عليه هذه البلدان أو غالبيتها على الأقل يتم صرفه خارج مجالات التنمية. المغرب ابتلي مؤخرا بحكومة " بوكو كلام " ، حكومة أضحى وزرائها متخصيين في الشتيمة يقودهم قائد الكتيبة السيد عبد الإله بنكيران الذي تخلى عن مسؤولياته بوصفه الرجل الثاني - ياحسرة - في الدولة والذي اختار أن يحول مهامه الدستورية وحضوره الإعلامي لسب معارضيه وترهيبهم وتهديد مستقبلهم السياسي، بالشكل الذي يجعلنا نشفق على المغرب ومن الحالة التي وصلنا إليها. في هذه الزاوية كتبت قبل شهور أن السيد بنكيران وجماعته الدعوية والسياسية، مصابون بحالة من البارنويا السياسية، وكلما امتد العمر...بهذه التجربة - وهي فعلا تستحق اسم تجربة - ، كلما اتضحت معالم المرض الذي من سماته الأساسية هو أن المريض ينظر إلى باقي أفراد المجتمع ممن يختلفون معه ، على أنهم يكنون له العداء، وأنهم يتآمرون على قتله سواء القتل المادي أو الرمزي، بحيث يصبح من المستحيل على من هو مصاب بالرهاب، أن يعيش بين الناس في وضعية طبيعية.. اليوم وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات لازالت جوقة بنكيران من الوزراء الذين ارتقت فقط اختياراتهم في اللباس وخلق اللحي وربطات العنق ونوع السيارات، تعجز عن تقديم حصيلة للشعارات والوعود الانتخابية والحكومية، ومع ذلك فإن نفس الوجوه لا تتعب من " تخراج " العينين عند الحديث عن الإخفاقات والعجز الحكومي، بل تصبح التهم جاهزة لكل معارض أو منتقد بأنه من مقاومي الإصلاح، حتى أصبح مفهوم الإصلاح ملتبسا علينا فهل المقصود إصلاح وضعية مردي جماعة التوحيد والإصلاح؟؟ باختصار شديد حكومة بنكيران وكما وصفها رواد المواقع الإجتماعية بأنها حكومة " بوكو كلام " ، في إنتظار معجزة تنقذ البلاد من سكتة دماغية لا قدر الله.