في متابعتنا لثاني ظهور رسمي للمدرب الوطني الجديد : الزاكي، والذي فيه تحدث وعرض برنامج الاستعدادات لكأس إفريقيا للأمم التي ستقام بالمغرب في يناير المقبل ( الرباط – طنجة – مراكش – أكادير ) لم نستغرب من أفكار وكلام المدرب وما قدمه من نظرة شاملة ، كلام سليم ومقنع مائة في المائة هو يريد الابتعاد عن التبجيل والتهليل لما يشكل الانتصار على كل ما يسبق الانتصار ،لأن الواقعية في الرياضة بصفة عامة هي عدم الاعتماد على التكهن ،فالانتصار يأتي من " مشروع " وعزيمة وقناعة بالأفكار وكل هذا لا يمكن إنجاحه في مناخ يسوده النية وسوء النية .الزاكي يحمل قناعة ويتمسك بعزيمة وأيضا هو شخصية بمبادئ ،وهذا مهم جدا ،شخص لا يجري وراء خلق الشعبوية لأنه بكل بساطة شعبوي وبامتياز ،الشخص تكوّن وأصبح حقا متمرسا ، ومحترف الكلام ،من الصعب إحراجه أو إسقاطه في فخ ،والأكثر من هذا أنه ومصطفى حجي لا يحملان القناع ، كلامهما صادق وبدون لفّ ودوران ، ما سمعناه في إحدى المحطات الإذاعية وفي إحدى القنوات التلفزية في الأيام الماضية كله كلام جريء وشجاع .ومنذ زمن طويل وشعبية الزاكي تزداد تتوسع لدى فهو يصرّ على إظهار إيمانه بأن الجماهير الشعبية بجانبه والجميع سيسانده في مهامه خلال المباريات علما أن كأس إفريقيا سنخوضها بلا إقصائيات وفي المغرب ،وهو دور مهم سيساعده عل تجاوز الكثير من الإشكاليات ، إيمانا بأن هناك أصواتا ترجح فشل الزاكي لأنه لا يملك منتخبا قويا و لا يملك لاعبين لهم مستوى عالمي مثل : يايا توري – دروغبا – إيسين –كيتا وغيرهم الذين يلعبون رسميين في جميع البطولات الأوروبية عالية المستوى. الأكيد أن مسؤولية الزاكي تسمع هذه الأصوات ، وأمام هذا رفع الزاكي شعار التحدي لإخراج صورة الكرة المغربية من الغار المظلم الذي دخله المنتخب الوطني لعقود طويلة .فغير معقول أن تبقى الرياضة المغربية خارج الصف ، بعيدة وغير مشاركة في عملية بناء المغرب الجديد ،فالمغرب يعرف انطلاقة العديد من الأوراش بقيادة الملك محمد السادس وهي أوراش كبرى تحمل هوية وطنية واقتصادية جديدة برؤية ملكية وإستراتيجية وطموحات جديدة ، في شتى المجالات انطلاقا من الطاقة البديلة التي تعتبر من الأوراش العالمية الكبرى ، ومشروع طنجة المتوسط ومؤخرا مشروع الرباط ، والبنية التحتية لقطاع النقل والسكك الحديدية وقطاع المال والأعمال ( الدارالبيضاء)وغيرها من باقي الأوراش .فكما في سائر معاني الحياة ،من حق بل المفروض أن تستعيد كرة القدم المغربية الأمل والثقة للجيل الحالي والقادم ، وتكون هي القاطرة التي تجر باقي أنواع الرياضات للمشاركة في نهضة المغرب الحديث ، فنجاح الزاكي هو نجاح الجميع وحلم الجميع ،فما علينا إلا أن نواجه جميعا أعداء النجاح .