تغيرت وجهة عدد كبير من المهاجرين السريين المغاربة في الآونة الأخيرة بعد تأزم الأ وضاع في كل من اسبانيا وايطاليا ، نحو اليونان حيث يدفعون مقابل ذلك مبلغا يقدر بحوالي 40 ألف درهم لكل مهاجر، وتتم عملية االهجرة بحرا، عبر تركيا بواسطة قوارب الموت، وتحديدا إلى أحد مراكز الاستقبال التابعة "للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة ، وهناك يصرحون تبعا لتعليمات وخطة وسطاء الهجرة أنهم لاجئون عراقيون أو فلسطينيون لكونهم لا يحملون الأوراق الثبوتية اللازمة ويطالبون بالحصول على حق اللجوء في أوروبا ، وبعد قضاء بضعة أيام بهذا المركز يتم ترحيل هؤلاء المهاجرين إلى بعض المدن اليونانية ، وهناك تصاب أغلبيتهم بالخيبة وتكون الصدمة شديدة عندما يجدون أنفسهم أمام معاملة جد قاسية ، إذ بعد حصولهم على طلبات اللجوء وبمرور الوقت يدرك هؤلاء الحقيقة المؤلمة : فهذه الطلبات لا أمل فيها ، ولا يجدون تلك الجنة الموعودة التي تم وصفها من طرف "سماسرة الهجرة"، و تعيش أغلبية هؤلاء المغاربة باليونان حياة بائسة بكل معنى الكلمة ليس لهم الحق في أي شيء ، و لا يقدرون حتى على مجرد التصريح بهويتهم الحقيقية ، وهكذا يجدون أنفسهم أيضا عرضة لمخالفات من قبل السلطات اليونانية تتجلى في رفضها لحقوقهم القانونية، حيث أحجمت اليونان عن منح اللجوء للأغلبية الساحقة ممن طلبوه. ويعانى المهاجرون من سوء المعاملة ، كما يتعرض طالبو اللجوء، بمن في ذلك الأطفال، للاحتجاز التعسفي لفترات طويلة.