يصر الأستاذ نور الدين عيوش رئيس مؤسسة زاكورة الشهيرة على أن يمطرنا بالرسائل غير المشفرة، فما أن نتمكن من حل شفرات جزء من رسالة ما حتى تصدمنا رسالة أخرى مكتظة بالشفرات (طبعا ليست شفرات الحلاقة؟!). هذه المرة أيضا تداعى للرجل علية القوم من مسؤولين لندوة اختار الرجل أن يضعها تحت عنوان (النهوض بالإعلام الرقمي)، وظهر عيوش مدججا بكتيبة من المسؤولين السامين من قبيل الأستاذ عمر عزيمان مستشار جلالة الملك ورئيس المجلس الأعلى للتعليم والأستاذ رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والسيد مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة، والسيد عز الدين المنتصر المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، وهو المسؤول الذي يتحاشى الخروج إلى العلن، ولكن هذه المرة لم يجد سبيلا من الاستمرار في تحاشيه. إذن، يجب أن نسجل للرجل هذه القدرة والكفاءة على استقدام مسؤولين سامين لمبادراته، وحضورهم يجعل المبادرة في احتكاك مع ما هو رسمي، كما حدث في خرافة تدريس اللهجة المغربية في المؤسسات التعليمية وإلغاء اللغة العربية. وهذه القدرة على الاستقدام تفتقدها كبريات الأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني، وأنا أستحضر طبيعة الجواب الذي ستتلقاه هذه الجهات إذا ما تجرأت بتوجيه الدعوة لمسؤولين من هذا الوزن لتأطير نشاط ما، وأكاد أجزم أن مسؤولا في حجم المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات لن يتجاوب مع أية مبادرة بهذه الطبيعة ومن الجهات السالفة الذكر. نتساءل معكم من أين يتأتى لبعض الأشخاص كل هذا النفوذ؟ بالشرعية الانتخابية؟ هذا غير حاصل، فقط مجرد سؤال غير بريء.