سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اندماج هولسيم ولافارج يطرح إشكالية تكريس الاحتكار في قطاع الاسمنت مجلس المنافسة مضطر إلى معارضة صيغة الاندماج و الضحى والشعبي للإسكان قد تدخلان على الخط
انعقد اجتماع صبيحة يوم الخميس الماضي وصف بالهام والمؤثر في أحد أهم القطاعات الصناعية في البلاد. حيث خلص هذا الاجتماع إلى إعلان الاندماج بين عملاقي قطاع صناعة الاسمنت في المغرب وهما هولسيم ولافارج) وبذلك انتقل الفاعلان الرئيسيان في قطاع صناعة الاسمنت إلى غول حقيقي في القطاع. مختصون في مجال المنافسة أكدوا «للعلم» أن هذا التوحيد يطرح إشكالية حقيقية تهم الاحتكار، لذلك من المفروض على رئيس الحكومة أن يتدخل بإحالة ملف هذه القضية الكبرى على مجلس المنافسة المختص دستوريا بالنظر في الاشكالية التي ستترتب عن هذا التوحيد وستفضي إلى الاحتكار. ويرى المختصون أن موقف مجلس المنافسة سيكون مضطرا لرفض هذا التوحيد في صيغته الحالية، ومن المتوقع أن يطلب من المعنيين التخفيف من حدة هذا الاحتكار مما سيضطرهما إلى بيع أحد معامل الاسمنت المملوكة لأحدهما، وبما أن التنسيق بين الفاعلين التقليديين تكرس منذ أمد بعيد ويتجلى ذلك في تقاسم الجهات بينهما، بحيث كان كل واحد منهما يسيطر على جهة من الجهات (هولسيم في الجهة الشرقية ولافارج في جهة الرباطسلا زمو زعير مثلا) فإن المعمل المرشح للبيع هو أحدهما الموجود بجهة سطات. وإذا كان الاحتكار المطلق لهذين الفاعلين قد تكسر بدخول فاعل جديد (مجموعة الضحى) المنتج العملاق في قطاع البناء، فإنه يرتقب أن يتعزز هذا التكسير إما بتوسع الضحى من خلال شراء المعمل الذي سيعرض للبيع، كما لايستبعد المختصون ولوج فاعل آخر لقطاع صناعة الإسمنت وهو الذي ظل لعابه يسيل بتحين الفرصة لذلك ألا وهو مجموعة الشعبي للاسكان وهو الفاعل النشيط في قطاع البناء. ويذكر أن مبيعات الإسمنت عرفت تراجعا كبيرا ما بين سنتي 2012 و 2013 بسبب تباطؤ قطاع البناء، وهكذا انتقل حجم مبيعات الإسمنت من 7,4 مليون طن في متم سنة 2012 إلى أقل من 6,4 مليون طن في نهاية سنة 2013. ويقدر رقم معاملات هذا القطاع بحوالي 15 مليار درهم. ولعل ما قد يفسر هذا الاندماج مابين هولسيم ولافارج أن كليهما عرف تراجعا ملحوظا في نشاطه بحيث سجلت لافارج تراجعا في مبيعاتها سنة 2012، بنسبة 6,8 بالمائة، بيد أن رقم معاملات هولسيم انخفض بنسبة 6,5 بالمائة.