اجتمعت أخيرا ممثلي ووجهاء وشيوخ قبيلة العروسيين بزاوية سيدي أحمد العروسي والتي تبعد عن المركز الحضري لمدينة السمارة بحوالي خمسة وثلاثون(35)كلم وذلك من أجل التداول في كل القضايا التي تهم قبيلتهم وإحياء صلة الرحم والترحم على شهداء الوحدة الترابية. وكانت هذه المناسبة فرصة للتذكير بمناقب مؤسس الزاوية وهو العالم والفقيه والتقي والزاهد سيدي أحمد العروسي والمحب لوطنه ودينه والمتمسك بالعرش العلوي، وتكون طلبة العلم بزاويته. وفي جو من المسؤولية الوطنية والدينية، استحضر الوجهاء الأدوار الريادية التي تلعبها الزوايا في التأطير والتكوين والتثقيف وما لها من تاثيرات إيجابية في لم صفوف مريدها قصد الربط بين الماضي والحاضر للتأمل واستنتاج العبر واستشراف المستقبل عن طريق نفث الغبار عن هذا الإرث العريق وتلقينه للشباب. ومن أجل التعريف أكثر بمزايا زاويتهم وأدوارها التاريخية، أكد المجتمعون على استعدادهم في القريب العاجل لإحياء الموسم الديني لهذه الزاوية بعدما طاله النسيان لأسباب متداخلة، وجعله محجا لكل الزوار ومتلقى ديني وعلمي بامتياز، على آمل أن يكون جسرا متينا، يسهل عملية التواصل بين كل أبناء القبيلة في ربوع المملكة، وكذا سنة حميدة من أجل الارتباط بالأجداد الصالحين لدينهم ووطنهم. وفي تصريح لأحد أبناء القبيلة الأخ حميد بومدين، أكد أهمية الزوايا والدور الكبير الذي قامت به أيام الاستعمار الإسباني من حيث التأطير والتشجيع على المقاومة، وبذلك يشدد على ضرورة أن تحظى هذه الزاوية بالمكانة اللائقة بها كمكان لاستقبال الطلبة، وتلقي الدروس بعد توفير كل الشروط المطلوبة وخصوصا مقر الاستقبال والتكوين. ولنفس الغرض، طالب المجتمعون من السلطات المحلية التدخل لدعمهم بكل الأشكال المتاحة لإنجاح هذا المشروع الطموح وخصوصا أن السياسة المحلية المتبعة في هذا المجال تبدو مشجعة وإيجابية.