خبر قصير نشرته الصحافة المغربية قبل أيام، في الزوايا السفلية لصفحاتها الفنية والثقافية، ويتعلق بحدث فني/ ثقافي كبير، له أكثر من دلالة في حياتنا الثقافية. يقول الخبر، إن جمعية المسرح الشعبي بمدينة فاس، تنظم خلال شهر أبريل القادم (2014) مهرجان فاس الدولي الثالث لمسرح الطفل (دورة محمد أديب السلاوي) تحت شعار المسرح دعامة أساسية لحقوق الطفل، بحضور العديد من الفرق المسرحية التي تمثل أوروبا والعالم العربي. ويقول الخبر، إن الدورة الثالثة ستتميز بتكريم ناقد مسرحي من المغرب، وكاتب مسرحي من العربية السعودية. ويقول الخبر، إن هذه الدورة ستعرف إضافة إلى عروضها المسرحية العربية والدولية، ندوات مسرحية بمشاركة باحثين ومبدعين من المغرب والعالم العربي تتطرق إلى أوضاع مسرح الطفل على الخريطة العربية. يعني ذلك، أن الجمعية المذكورة، قد أدركت مبكرا ومنذ عدة سنوات، أن لا سبيل لقيام نهضة مسرحية وطنية في المستقبل، إلا بتوسيع ثقافة الأطفال، وتنشئهم على إدراك المعاني العميقة / الأخلاقية والإنسانية والفكرية للفن المسرحي، وكافة الفنون الأخرى، وأن لا سبيل إلى "تقريب" مادة المسرح، وكل الفنون المستحدثة على الثقافة العربية، إلا بقيام ثقافة موازية لمناهج التربية والتعليم، وصقل مواهب الأطفال، وقيادتهم إلى منابع الإبداع والخلق، والتفاعل، والإنتاج. وما يؤكد وعي هذه لجمعية الثقافة بقضية "الفن" و"الطفولة" الأهمية التي توليها لهذه الدورة ، وما ترصده لها من إمكانيات لتعويد الأطفال على الفن المسرحي، وتلقينهم مبادئ في الأداء، والإخراج والتأليف واللباس، وباقي التقنيات الأخرى، واتصالهم بفنون الموسيقى والرقص والرسم والسينما والنحت، والشعر وكافة فنون القول، والفنون السمعية البصرية. وأن جمعية المسرح الشعبي بفاس، إذ تصر على تنظيم مهرجانها الدولي الثالث لمسرح الطفل، ليس فقط من اجل إبداع طرق ترغيبية / تربوية / إبداعية، تكفل للطفل حقوقه في أب الفنون" المسرح"، ولكن أيضا من أجل توعية الطفل المغربي/ العربي، بأهمية هذا الفن ومكانته في الثقافة والتربية والتعليم بعالمنا المعاصر/ الحديث. وعلينا أن نهنئ جمعية المسرح الشعبي بفاس، باختيارها لاسم ناقد ومؤرخ ومثقف وباحث في حجم كاتبنا الكبير محمد أديب السلاوي لتكون دورة هذا المهرجان باسمه، انه بشهادة رجال المسرح، ومؤرخيه ومبدعيه، مرجعية وازنة في المسرح المغربي. إنها خطوة يجب التنويه بها، واعتبارها قفزة نوعية في وعي الجمعيات المحلية بأهمية الفنون، ودورها في ثقافة الأطفال، وتنشئتهم تنشئة صحيحة متوازية مشعبة بالقيم والمثل الفنية والأدبية...نأمل ان تتبعها خطوات أخرى في مجالات الموسيقى، والرسم، والنحث، والرقص والغناء، تلك الفنون التي تعتبرها التربية الحديثة، قاعدة أساسية لصناعة مواهب الحاضر، ومواهب المستقبل. ترى هل نعتبرها الخطوة الأولى في تأسيس جيل فني جديد...؟ إذا كان الأمر كذلك، ما هو الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة لهذه التظاهرة ولأمثالها في المغرب الراهن ... وكيف نتعامل معها.