حسب وزيرتين في حكومة بنكيران: اتفاقية مشروع القطار الفائق السرعة TGV مقبولة ومحترمة واتفاقية محضر المعطلين من أبناء الشعب مُحرَّمة وغير مقبولة يوما، بعد يوم، تنكشف حقيقة حكومة السيد عبد الإله بنكيران، بتناقضاتها التي لا تنتهي، ولخبطتها العشوائية التي لا حد لها... هذه المرة، وللأسف الشديد، سَتُعرّى عورة الحكومة على مستوى قناة تلفزية دولية واسعة الانتشار (فرانس 24). فالمتتبع، مثلا، لبرنامج، قدمته مؤخرا هذه الأخيرة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس) سيُصاب بالدوخة بل وبالخجل لمستوى أجوبة السيدتين الوزيرتين المساعدتين عفوا المُنتدبتين، المشاركتين في هذه الحلقة، تاركين بذلك لمعد البرنامج وضيفته الأخرى الأستاذة خديجة الرياضي المساحات الشاسعة، والثغرات الواسعة، المليئة بالتناقضات المفضوحة، سهلت عليهما تسجيل الإصابة تلو الأخرى في مرمى حكومتنا المسكينة. ويكفي أن نستحضر في هذا المضمار كنموذج فقط على مثل هذه الحالات المؤسفة، جواب عضوتي الحكومة عن أسباب التحول الصارخ في موقف الحزب الحاكم العدالة والتنمية من مشروع صفقة القطار الفائق السرعة (TGV) بين الرفض القاطع له أيام المعارضة، إلى القبول المتحمس له بعد استوائهم على كراسي الحكم الفاخرة؟ الجواب جاء على قول المثل العربي: «العُذْر أكبر من الزلة» فإذا كان لسان حال الوزيرة «التقدمية» متلعثما فإن جواب نقيضتها المحافظة العدلية كان مخجلا، كون الحكومة الحالية احترمت اتفاقيات الحكومة السالفة!! مما جعل هذا الجواب الماكر ينزل بردا وسلاما على معد البرنامج وضيفته الحقوقية، فتحول الإثنان معا إلى لاعبين بارعين في خط الهجوم أمام شبكة مرمى خصم مشرعة، غاب عنها الدفاع وحتى حارس المرمى، فسجّل كل واحد منها إصابته بالطريقة التي ابتغاها في مرمى حكومة منهوكة حيث تساءلا معا ولماذا لم تنفذ الحكومة وخاصة رئيسها اتفاقية أخرى تتعلق بمحضر المعطلين من أبناء الشعب المغربي؟ السؤال / الفضيحة كان محرجاً حقاً، ووضع الوزيرتين في موقع لا يحسد عليه ففي الوقت الذي بلعت «اليسارية» لسانها المتلعثم والمتردد، مما يعكس غياب الانسجام الحكومي اضطرت نقيضتها اليمينية (العدالة والتنمية) إلى تبني جواب غارق في الخجل، منطوقاً وموضوعاً تنعدم فيه روح القناعة وبالتالي الاقتناع مما يعكس من جهة أخرى سياسة الاستفراد والاستقواء ورائحة تصفية الحسابات لدى رئيس الحكومة، كل هذا المشهد تم لسوء الحظ أو لِحُسنه أمام المشاهدة العالمية الواسعة.