تدل مؤشرات كثيرة على أن الرباط دخلت فعلا على الخط الملتهب بين قطر وثلاث دول خليجية هي: السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة. وتجد هذه المؤشرات مبرراتها في العلاقات الجيدة التي تربط الرباط بجميع أطراف هذا النزاع الذي اشتعل فجأة بين الإخوة الخصوم على خلفيات المواقف من قضايا ثنائية وإقليمية ودولية، فالرباط شريك ذي مصداقية وموثوق به لدى السعودية التي تجمعها علاقات ثنائية استثنائية مع المغرب وتعتبر أقرب دولة عربية له، والبحرين، مملكة تربطها روابط نموذجية بالرباط، والمنامة لايمكن أن تنسى ولا للحظة واحدة الموقف المغربي القوي في مساندة البحرين ضد إيران، والامارات العربية تعتبر من أكثر شركاء المغرب مصداقية ووفاء. ومن جهة ثانية فقد نجحت العلاقات المغربية، القطرية في أن تجتاز الظروف الصعبة التي مرت بها في السابق وعبرت إلى شاطئ الأمان، وهي أكثر وثوقا في دور مغربي محتمل لوضع حد لموجة التصعيد في علاقاتها مع أشقائها من دول الخليج. ألسن المراقبين والمتابعين لهذا التصعيد تلوك أحاديث ترى أن حرص الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس وزراء وزير الداخلية القطري على الحضور إلى الرباط شخصيا رفقة وفد قطري هام إنما يندرج في سياق انتهاز فرصة اجتماع وزراء الداخلية العرب في المغرب لفسح المجال أمام وساطة مغربية لتذويب جليد الخلاف بين الإخوة/ الخصوم، ويستدلون على ذلك بأن قطر اكتفت بتمثيلية بسيطة منخفضة المستوى في اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي انعقد مؤخرا بالقاهرة. وإذا كان الواضح من هذه الزيارة أو المعلن منها يقول إنه من المرتقب أن يقوم الوفد القطري الرفيع المستوى بأنشطة كثيرة تندرج في سياق تمكين العلاقات المغربية، القطرية من كميات إضافية من الأكسيجين لتتجاوز بصفة نهائية آثار الوعكة الصحية التي ألمت بها خلال السنين القليلة الماضية من خلال مباحثات يجريها رئيس الوزراء القطري مع نظيره المغربي، فيما سيلتقي الوزراء القطريون مع نظرائهم المغاربة لبحث سبل تفعيل ما سبق لقائدي البلدين الاتفاق عليه في القمة التي جمعتهما قبل شهور قليلة بالرباط، فإنه لا أحد يمكنه أن يتصور أن هذه المباحثات ستتطرق إلى النيران التي اشتعلت حول قطر.