يبدو أن دائرة الاحتجاجات بدأت تتوسع يوما بعد يوم، مما يدل على أن هناك اختلالات في تسيير وتدبير الشأن العام بطله مسؤولون ينفردون في اتخاذ قرارات لم يتم اعتماد التشاور في شانها خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بشباب الغد ومستقبلهم الدراسي. فعلى غرار باقي مدن وأقاليم المملكة، خرج تلاميذ مجموعة من مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي بسطات صباح يوم الأربعاء 29 يناير الجاري في مسيرة احتجاجية وسط إنزال أمني كبير جابت أهم الشوارع الرئيسية بالمدينة وحطت الرحال أمام بلدية سطات احتجاجا على برنامج "مسار" الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية هذه السنة لتدبير النقط الدراسية للتلاميذ وعن الطريقة التي تم بها إنزال هذا النظام. المحتجون رددوا شعارات صبوا من خلالها جام غضبهم على مسؤولي الوزارة المعنية معتبرين أن هذه الأخيرة كان من الواجب عليها أن تسابق الزمن من أجل القيام بحملات تواصلية وإعلامية لشرح مضامين وتفاصيل هذا البرنامج، وليس الاكتفاء بإصدار بلاغات صماء. وقد خلف برنامج "مسار" ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبر التلاميذ المحتجون أن البرنامج سيعصف بنقط المشاركة وستصبح الفروض المحروسة هي معيار التنقيط مما يعني في نظرهم إقصاء نقطة المشاركة داخل الفصل وأن الإدارة هي من تتكفل بمسك النقط والتعبئة وتبقى مهمة الأساتذة مختصرة في تسليمها للإدارة في حين أكد إطار تربوي بنيابة التعليم بسطات أن المشكل يكمن في عدم فهم التلاميذ واستيعابهم لمضمون برنامج "مسار" الشيء الذي جعلهم يحتجون مضيفا أن هذه المنظومة لا تعدو أن تكون انتقالا من تدوين النقط باليد إلى مرحلة أخرى جديدة تتعلق بالتكنولوجيات الحديثة التي فرضتها التحديات والتي ستمكن الآباء من متابعة الحياة المدرسية لأبنائهم عبر الشبكة العنكبوتية . البرنامج نفسه لم يسلم من سخط بعض الفعاليات الجمعوية، إذ أكدت أنه كان من الضروري أن ترسل الوزارة المعنية فرق وأطر تربوية للمؤسسات التعليمية قصد تنوير التلاميذ والأساتذة والأطر التربوية بمحتويات هذا النظام، بالإضافة إلى القيام بدراسة تفقدية لمعرفة المؤسسات التي تتوفر على شبكة الانترنيت التي ستواكب هذا المولود الجديد الذي نزل على التلاميذ كالصاعقة وأخرجهم إلى التظاهر بشوارع المدينة تحت أمطار الخير والبرد القارس الذي لم يثنهم عن تبليغ رسائلهم إلى الدوائر المعنية.