نورالدين الطويليع: يوسف الإدريسي نظم تلاميذ مؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي بمدينة اليوسفية صباح اليوم الثلاثاء 2014/01/28 وقفة احتجاجية أمام مبنى نيابة وزارة التربية الوطنية احتجاجا على ما وصفوه مسا بحقوقهم المهددة من قبل منظومة "مسار"، النظام الرقمي الجديد الذي الذي اعتمدته الوزارة في مجال التقويم ومجالات أخرى مثل تدبيرالدخول المدرسي والإحصاء وتدبير الزمن المدرسي، وأثار جدلا كبيرا خصوصا في شقه المتعلق بتقييم التلاميذ. وبهذا الصدد عبر أحد المحتجين عن تخوفه وزملاءه من إجهاز برنامج "مسار" على نقطة المشاركة، مضيفا أنه بحسب ما توفر لديهم من معلومات ستصبح نقط الفروض المحروسة هي معيار التنقيط، مما يعني في نظره إقصاء نقطة المشاركة داخل الفصل. من جانبه أكد إطار تربوي مكلف بالاتصال بنيابة التعليم باليوسفية أن المشكل يكمن في عدم فهم التلاميذ واستيعابهم لما جاء به برنامج "مسار"، وأن هذا الغموض ترتب عليه سوء الفهم وكثرة التأويلات والإشاعات، مضيفا أن البرنامج لا يعدو أن يكون انتقالا من المرحلة اليدوية في تدوين النقط إلى المرحلة الرقمية التي تفرضها التحديات، وأن الوزارة الوصية تبنته لتدبير التمدرس والرقي بالخدمات الإلكترونية لصالح المدرسين والتلاميذ على حد سواء، وتقويم تعلمات التلاميذ ونتائجهم وحياتهم المدرسية رقميا من جميع الجوانب، مع الانفتاح على الآباء وتمكينهم من تتبع الحياة المدرسية لأبنائهم، وهو ما من شأنه تعزيز الحكامة والشفافية في النظام التربوي. وفي سياق متصل قال أحد متتبعي الشأن التربوي إن برنامج "مسار" ماهو إلا بوابة إلكترونية تفتح المجال للرقي بنظام التقويم، وتتيح الفرصة للمدرسين وأطر الإدارة التربوية للاستفادة من الخدمات الإلكترونية، مضيفا ألا شيء تغير على مضمون نظام التقويم المعمول به منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يجري المتعلم فرضين محروسين في كل دورة دراسية، يحتسب معدلهما بما نسبته 75%، ويضاف إليه معدل الأنشطة المندمجة الذي يمنح للتلميذ اعتمادا على معايير محددة ترتبط بمدى اهتمامه بالدفتر وإنجازه للواجبات ومواكبة الدروس بالفهم أو الحفظ والاستظهار، وبمدى نباهته وجاهزيته للإجابة من خلال فروض سريعة تحتسب مدتها الزمنية بالدقائق، بما نسبته 25%، وعبر ذات المتحدث عن أمله في أن يحد برنامج "مسار" مما سماه "الريع التربوي" والعشوائية والاعتباطية "ومبدإ التصدق بالنقط"، على اعتبار أن البرنامج صار يوفر فرصة أكبر للمشرفين على القطاع التربوي من أجل المراقبة والتتبع، حيث إن المدرس سيكون ملزما بإجراء فرضين محروسين في الدورة، يضع أوراقهما في إدارة المؤسسة التي يشتغل بها، ويدون نقط التلاميذ ببوابة "مسار"، بما فيها نقطة الأنشطة المندمجة، دون المعدل العام، لأن برنامج مسار هو من سيتكفل باحتساب معدل كل مادة والمعدل النهائي. وختم المتدخل حديثه بمؤاخذة الوزارة على تثاقلها وعدم مسارعتها إلى إرسال فرق للمؤسسات التعليمية لمصاحبة الأطر الإدارية ومساعدتها على تنفيذ البرنامج وتنزيل منظومته على أرض الواقع.