سكنت في توددها نشوات العشيرة عمرا طويل السنينْ واستفاقت من الحلم من بعد ما شاخ في يأسها واستحال إلى رمم تتلاشى على صخرة من أنين لم تجد غير ما ينتهي في اصفرار مقاصدها كل حين فانتهى كل مأملها، وتأفَّف مغنى طفولتها بين عمرين من سلف ثم من خلف . وتشتت محفلها بعدما جفلت عن سماواتها بارقاتُ المباسم، وانسد في وجهها الليل في صلف ليس تجدي، وكيف ستجدي مغايرة، بكراهية في الحُشاشة أو كلف ؟ طفَّفَت بموازنة البخس تطفيفة عرشت فَرَغا فتعللت النظرات ببعض من الوهم حين بآفاقها بزغا واكتفت بتلونه وبما صبغا واستوى في الحقيقة من بعد ألف احتمال، وأوقد نار اليقين بألف انتظار وبدا الأفق مُنفلت الغيم عبر مداه، و خالط ما بين سارية البرق فيه وبين البحار . واحتوى كل ما كان بينهما من دجى ونهار إنما الآبقون بدار نأى فجرها وتبرج في ملتقاهُمُ كل مدار يتوافد من غيّهم نزق مستعار يتولى عن المبتغى أمل كاسف الضوء يحلو غريب المنار أفلت فيهمُ فتنة السحر حتى تقاذفها عاصف يقصف وتجاذبت الريح كسوتها . كيف تسعفها الريح إن بدأت تعصف ؟ أيقن الصمت في لفتات العشيرة . أن انتهاءه يبدأ فيه فتسمر عبر فضاءاتها واستحال إلى ضعف ما فيه من كل تيه جُنَّ من ظَنِّها مفعمُ الغيظ حتى به اهتصر الفننُ المورق وتشجر في كف مبصرها مغرب الشمس والمشرق هكذا ينتهي مبتداها على نفسه، هكذا طرفها صار يغرورق ! أيقظت نبضها وثبات الدماء علي غير شيء واشتهاها من البدو وتر ( تميم ) و( وطيء ) أترى وترها صار كل الذي عندها من بقية فيْء ؟ كيف صار لها به مُكْث طويل الحياه ؟ برحت ساحة الروع من بعدما امتلأت كل أشجانها بلظاه سرحت في سراديب كهف سقيم الأكافيف، فاحتجبت عن تلفتها صحوة الصبح حتى تغيَّب كل مداه لم تردد من الهمس إلا بقية هجس سبيِّ التذبذب في روعها كل أنواع غُربتها اجتمعت في مدى نوعها الكفايات قد أينعت في السواد بآفاقها، وتغير غصن بغصن على معتلى جذعها أتصير على سائر النبت أزهاره من سوى نبتها ؟ قد تُبدل زنبقة أختها بسوى أختها ! ملت الدون في وقدة من سهوب كيف تقبله ألقا للصباح إذا كان ما فيه يحمله غيمة في الغروب لو أتى في ركاب السكينة متَّقد الروح واحتدَّ في صمته المقلق وتغلب، من بعد يأس، علي سيره في المسالك والطرق سوف يلقي بباقي السوانح في غير مرمى إذا طوحت ريحه بالشذا العبق رفعت ضوأَها - بين أحراشه - طلعة الشمس واجمة القسَمَاتْ فتقدمها من تقطُّبها الليل جهم الصفاتْ واحْتَبَتْها المجرةُ راعفة الجرح حتى غدا نبضها يتوقف عبر الحياة! كَتَمَتْك في نشواتك الدُّجنَّه فدخلت في أدغالها وجعلتها لك، دائما، سنّه المجتلى الموهوم يستخفي وراءك راعف المنّه فاترك يديك على محياكا واحفظك في مبتلّ رياكا ما كنت إلا منتهى صوت يليه صداه العالم الداني، لديك، يكون في أقصاه والذات، كيف الذات فيك، وأنت فيها اللؤلؤ المزروع في الأصداف؟ لا شيء يوزن عبر تقتير يطففه لديك بها شعور مبهم الإسراف البحر فيك رسا، وأنت به السفينة قد تقاذفها لظى الأمواج من رأس إلى أطراف ما فيك بعد الرعد والإعصار من ألطاف ؟ أولاك فيك، سواك من بعْدك ؟ أنجاك غيرك من شَقَا سعْدك ؟ قد تكتفي بتفرد متعاقب في الأين حين تجيء في وعدك وترقرق النظرات فيما لا ترى منه الصبابة في مدى رحبك فتعيدها، من بعد عربدة، مسافة ألفة أو رشفة للنخْب حلق إلى الأعلى ولو في الظن والوهم سوِّر حدودك من حصى الأضغان حتى لا تصاب بها ولا ترمي سواك،هناك، بالسهم غبرت بك السنوات حتى صرت في الحدثان، في سفع الحدود بقية الأطلال ووقفْتَ تنظرُ كلَّ عابرةٍ كأنَّك شاهدٌ بين المقابر والتلالْ الريحُ إن نطقتْ وَدَوّمَ عصفها وأزال عن شجر الحقولِ جَمَالها ورمى الظلال فاقْبَعْ برَحْلك دون أيِّ ملالْ المونقاتُ إذا تدفَّق حسنُها فَرَحا، ورام المنتأى عنها لتُصبح عابسهْ تأتيك عارية المفاتن لابسهْ فاتْركك في ماء البحار كما أريدك يابسهْ لا تعْتمدك سوى إذا عُدْتَ المتمْتم دون إفصاحٍ وعُدت لنارها قبساً وكفا قابسهْ أعرفْتها؟ أتركتها من بعد معرفة وعدتَ إلى تخوم في أكافيف الصخور؟ جرِّب قراءة كف غيرك بين تفسير بليدٍ أو بخور جرب إذن مالم تجرب من أمور