من تابع الجلسة الشهرية الخاصة بمساءلة رئيس الحكومة من طرف مجلس النواب و التي عقدت صبيحة أول أمس الثلاثاء لا بد أن يخرج بخلاصات رئيسية تستحق الاهتمام و الدراسة : أ - الرجل لا يزال مصرا على الحديث باسم الحزب الذي يرأسه و يرفض الحديث باسم الحكومة التي يرأسها و انتذبه الناخبون لذلك ، و بذلك فإنه يصر على مواصلة خرق الدستور ، لأن الفصل 100 من الدستور يتحدث عن جلسة يستعرض خلالها رئيس الحكومة أجوبته على أسئلة نواب تهم السياسة الحكومية العامة ، و الأستاذ بن كيران يتشبث بتحريف الجلسة عن إطارها الدستوري و تحويلها إلى جلسة ملاسنة بين أحزاب سياسية . ربما يكون الذكاء قاد رئيس الحكومة إلى هذا التحايل على الدستور و إفراغ الجلسة من محتواها و تحويلها إلى منازلة الديكة لأنه لا يملك ما يمكنه من أن يشفي غليل المغاربة فيما يتعلق بحصيلة هذه الحكومة الغريبة الأطوار فعلا . ب - يؤكد من جديد رئيس الحكومة المحترم أنه يتقن بشكل لافت جدا فنون التهريج ، إنه فعلا مهرج سياسي ماهر ، يركز كل جهوده العضلية و الفكرية بهدف السعي لإضحاك الناس ، و يستحيل على أي كان يرى بن كيران على تلك الحالة لأول مرة أن يعتقد لحظة واحدة أنه رئيسا لحكومة لبلد محترم في حجم المغرب ، بل قد يخاله كل شيء بما في ذلك مهرجا ( كلون ) في سيرك حتى ، و هذه صورة لا تسيء إلى بن كيران كشخص و لا إلى العدالة و التنمية فحسب ، بل إن ذلك يسيء للوطن برمته . ج - يصر بن كيران على الإساءة للأشخاص و التشهير بالمواطنين و التطاول على القضاء مستغلا في ذلك مؤسسة البرلمان و منتهزا البث التلفزي ، دون أن تكون لمن انتهكت حقوقه الفرصة للتوضيح ، حدث ذلك مع قاض مدينة طنجة حينما حاول رئيس الحكومة التأثير على القضاء و أصدر حكم إدانة في حق القاضي ، و أعاد الكرة بن كيران من جديد في حق أشخاص و إن لم يذكرهم بالإسم ، إن بن كيران يؤكد طابعه الانتهازي في تصفية الحسابات الشخصية و الحزبية . د - يتمسك رئيس الحكومة على الحديث بضمير الغائب ، بلغة العفاريت و التماسيح، بما يؤشر على أن بن كيران يجد ذاته في هذه اللغة و في هذا الأسلوب الماكر ، لأنه يعتقد بأنه ينال الهدف دون أن يثير مواجهة ما ، و بما أن العملية تكررت مرارا دون أن يملك بن كيران الشجاعة على الكشف عن هذه العفاريت و التماسيح فإنه أضحى واضحا الآن أن اللعبة أصبحت فاسدة و مملة ، بعدما قبل بن كيران أن يحافظ على كرسيه في رئاسة الحكومة بتحالفه مع من كان يصنفه بالأمس القريب مع العفاريت و التماسيح . أخيرا و ليس آخرا لم يكن لائقا أن تخون الجرأة السيد بن كيران إلى هذه الدرجة ، فحزب الاستقلال لم يطلب إلا ما يتجاوب مع ما كان يطالب به حزب بن كيران في الأمس القريب و كان يتشدق به بن كيران نفسه ، أي المطالبة بنشر لائحة من قام بتهريب الأموال إلى الخارج ، و لتكن منهم ياسمينة أو غير ياسمينة ، انشر يا بن كيران ، ففي النشر فوائد كثيرة ، و أنا شبه متيقن أنك لن تنشر لأن في عدم النشر فوائد ، و هو موضوع حديثنا في الغذ .