لا يفصلنا عن العام الجديد 2014 سوى لحظات تعد على راس الاصابع، لكن ما يحزنني فيها انني شاهدت قبل قليل في القناة الاولى نقلا مباشرا للجلسة الشهرية مع رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران، قال اثناء مداخلته انه يعلم بوجود ملايين ( لا ادري هل من الدراهم او الدولارات ام من الاورو) مهربة في بنوك خارج المغرب تعود لمسؤولين حكوميين سابقين او حاليين لا ادري.. المهم انه يعلم بذلك. ما يحز في نفسي كمتتبع للشأن الداخلي هو ان الامين العام لحزب العدالة والتنمية قال اثناء تصدر حزبه للانتخابات البرلمانية ان الحكومة التي سيتراسها حزبه ستحارب الفساد ليأتي بعد ذلك وفي شهر رمضان الابرك من خلال برنامج بلا الحدود لأحمد منصور التي تبثه قناة الجزيرة الفضائية ليقول لنا رئيس الحكومة عفى الله عما سلف. السؤال الذي يطرح نفسه اذا عفى الله عما سلف وهي لغة المهزومين لان ابن كيران لا يملك سلطة العفو بل الشعب. لماذا اليوم بالذات يطرح هذا الامر في قبة البرلمان؟؟ واذا كانت لديه معلومات حقيقية وبالأدلة التي تدين اصحابها فالأولى له ان يطلب من وزيره و صديقه في الحزب المحامي والحقوقي البارز مصطفى الرميد وزير العدل والحريات بفتح تحقيق في ذلك، ام ان العفاريت والتماسيح ستكون حجرة عثرة لكليهما؟؟ بالرغم من تحفظي الشديد حين علمت بان الحزب الاسلامي العدالة والتنمية سيراس اول حكومة في ظل الدستور الجديد بتصدره للانتخابات البرلمانية والتي وجدتني آنذاك بالعاصمة الرباط. و قد كانت لي علاقات ببعض الجمعيات الحقوقية المغربية التي راقبت الانتخابات في جل المدن المغربية والتي اسر لي احد اعضائها بان حزب ابن كيران جاء في المرتبة الثانية وان المرتبة الاولى كانت من نصيب حزب سماه صديقي بحزب "الملغاة" كل هذا استعرضه في شريط مر ، بعد مشاهدتي لكلمة رئيس الحكومة و بتقييمي لسنة 2013 بما لها وما عليها، المشكل يكمن ان سواء ابن كيران او غيره لا يملكون زمام المبادرة بصريح العبارة وانا اشفق عليه لأنه كمن كان يرى الناس من برج عالي ولما نزل اليهم وجد نفسه يسبح في واد وهم في واحد اخر. في الحقيقة من اراد ان يضحك بعفوية ما عليه سوى ان يشاهد جلسات البرلمان وخصوصا حينما يكون رئيس الحكومة ضيف شرف عليها، حتى المواطن البسيط لم يعد يهتم بالسياسة ولا بإدارة الحكم بالبلاد كأنه يقول في قرارة نفسه هؤلاء العفاريت والتماسيح والملائكة المصلحين كلهم سواء او وجهان لعملة واحدة. ما اتمناه من اعماق قلبي هو ان تكون سنة 2014 بادرة خير ، وان تكون لرئيس الحكومة الشجاعة كما يقول هو بانه لن يترك شيء غامض او ملتبس امام الشعب المغربي ، وسأحترمه من قرارة نفسي بفضح التماسيح والعفاريت وان يقول للمغاربة جمعاء ان هؤلاء هم من عرقلوا التنمية بالبلاد وامام اصرارهم اقول لكم يا معشره المغاربة " باع، بعت النعجة"، اليست هذه لغة رئيس حكومة دستور مغرب 2011.