استعرض تحقيق أعده صحفي أجنبي خلال زيارته لإحدى البازارات بمدينة مراكش العتيقة ولقائه مع مرشدين غير مرخص لهم طرق تحايل وخداع تعرض لها كسائح خلال زيارته للمدينة الحمراء، حيث عمد إلى إنجاز هذا الجنس الصحفي الذي اعتمد فيه أسلوب تسجيل وقائع عبر كاميرا خفية في بعض المواقف وأيضا بطريقة مكشوفة في أحيان أخرى جمع خلالها شهادات لمرشدين سياحيين غير مرخص له. التحقيق الذي بثته قناة أبوظبي الإماراتية" ناشيونال جيوغرافي" كان تحت عنوان: »مراكش ... مدينة الاحتيال«. وأشار الصحفي الأجنبي خلاله بأنه خلال زيارة التبضع من إحدى بازارت سوق المدينة العتيقة بأنه اقتنى منه سجادة »زربية« متوسطة الحجم بمبلغ 2000 درهم على أساس أنها زربية تعود إلى قبيلة »الطوراق« وباعتبارها ترجع إلى حقبة زمنية تصل إلى حوالي نصف قرن. وللتأكد ، بعد ذلك، من قيمة هذه التحفة التي اقتناها انتقل بها إلى مختص في الميدان باعتباره صاحب »بزار« آخر، حيث أكد وأوضح له معلومات بِشأن القيمة المالية الحقيقية لهذه اللزربية والتي لا تتجاوز 600 درهم ،كما أن عمرها لا يتعدى العام، وقد تكون قد أنجزت في أقل من أسبوع، وأن لا علاقة لها بقبائل الطوراق حيث أنجزت بمنطقة تيفلت. وإثر اكتشاف ،الصحفي الأجنبي،تعرضه للاحتيال والنصب عاد بكاميرا خفية عند البائع وصاحب البزار الأول ليواجهه بالحقائق المذكورة ويطلب استرداد ماله، غير أن صاحب البزار المعني رفض الاستجابة مما حدا بالأجنبي إلى اختيار سجادة أخرى ليفاجأ بمطالبته 500 درهم إضافية عن المبلغ الذي سدده عن السجادة الأولى ليرفض ذلك ويستجيب البائع. وفي جانب آخر يستعرض التحقيق في لقاءات علنية أمام الكاميرا، مع مرشدين غير مرخص لهم ،مختلف أساليب وطرق الخداع المعتمدة للإطاحة بالضحايا الأجانب الوافدين على أسواق المدينة العتيقة وتحدث مرشد سياحي مرخص له في معرض هذا التحقيق عما يعرف بالعمولة أو »الجعبة« التي يتوصل بها المرشد وكيفية تحديد قيمتها وطريقة التوصل بها من طرف البائع بعدما جلبه للزبون /السائح الأجنبي. وكشف التحقيق طرق وأساليب التحايل المعتمدة من طرف ما أسماها معامل سرية تعمل على تحويل سجادات حديثة الصنع وتحويلها إلى سجادات قديمة وبالية، وكذلك الشأن بالنسبة لمنتجات فخارية حتى تحمل صبغة تاريخية تمكنها أخذ قيمة كونها تعود لحقبة تاريخية ماضية ،وكل ذلك بهدف تحقيق ربح مضاعف بعشرات المرات. إلى ذلك ذهبت جهات مهتمة بالمجال إلى القول والتأكيد بأن هذا التحقيق قد أنجز بنية مبيتة تستهدف السياحة بمدينة مراكش والنيل من سمعتها. وكان أيضا من تداعياته حرص جمعية المرشدين والمرافقين السياحيين بجهة مراكش الاستماع لإفادات المرشد الذي ظهر في هذا التحقيق لاتخاذ التدابير اللازمة.