دشن يوم الاثنين بالرباط المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس جولة مكوكية جديدة الى المنطقة ،تقوده على التوالى الى كل من المغرب والجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف في وقت لاحق ، حاملا على ما يبدو أفكاراً جديدة لتفعيل خطته في المفاوضات غير المباشرة ،و محاولة إخراج ملف النزاع المفتعل من وضع الجمود الذي غداه غياب أي مبادرة رسمية لروس اللهم ما تسرب من لقاءات سرية قد تكون جمعت أطرافا غير رسمية بمدريد أو بالجزائر .في انتظار استئناف جولات جديدة. و كان روس قد إكتفى منذ إقرار مجلس الأمن للقرار 2099 يدعو أطراف النزاع الى الاستمرار في مسار المفاوضات الأممية بجولة يتيمة الى المنطقة شهر يونيو الماضي أكد خلالها أنه سيعتمد على مقاربة الدبلوماسية المكوكية لاعادة اطراف النزاع الى طاولة المفاوضات المباشرة، لكنه لم يقدم أي تصور في هذا الشأن ولم يعترف بفشله في إتمام مهمته على الشكل المطلوب ، و هو ما غذى إشاعات عن إعتماد صيغة أممية جديدة لتحريك مفاوضات السلام بتولي أو مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شخصيا جلسة المفاوضات المقبلة، وذلك بعدما فشل مبعوثه الشخصي كريستوفر روس في الجمع بين الأطراف المعنية بالنزاع على مائدة المفاوضات . بعودة روس الى المنطقة تتبدد عمليا المراهنة على دور آني محتمل لبان كي مون في خلخلة واقع الستاتيكو و تتأكد رغبة و طموح مبعوثه الشخصي الى إعادة الاستماع لمختلف الأطراف بحثا عن بداية خيوط مقترح حل سيكون سعيدا بتضمينه تقريره الذي سيحيله على أنظار مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري . كريستوفر روس سيلتقط رسائل الدعم و سيوظفها لاطلاق ما وصفها في تقريره الرسمي «المقاربة جديدة « في حلحلة ملف النزاع عبر الدخول في فترة من المشاورات السرية ( يفترض أنها بدأت الربيع الماضي ) مع كل من طرفي النزاع و دول الحوار كل على حدة لاقناعهم بالمضي الى أبعد من الدفاع عن مقترحات رسمية و الشروع في التفكير بمرونة في عناصر حل وسط محتمل أو حل بالتراضي فيما يخص الجوهر و أيضا بخصوص سبل تحديد رغبات و مطالب الطرفين المعننين مباشرة بالمشاورات .. الحل الوسط الذي لم تتضح ملامحه بعد و قد يتم تضمينه بشكل فجائي في تقرير روس الذي سيرفعه لمجلس الأمن نهاية الشهر الجاري قد يحيل على جزء من مقتضيات الاتفاق الاطار الذي تم ترويجه بدواليب الأممالمتحدة في عهد المبعوث الشخصي السابق الأمريكي جيمس بيكر مع بعض التعديلات الطفيفة . و ينبني مقترح التسوية الذي أطلق عليه في حينه الحل الثالث أو الاتفاق الاطار على مبادرة قدمها جيمس بيكر و رعتها كل من باريس وواشنطن على منح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا موسعا بمرحلة إنتقالية تمتد لخمس سنوات يمكن بعدها إجراء الاستفتاء و قد قبله المغرب حينها في حين رفضته الجزائر و بعدها بيومين فقط البوليساريو . في 20 يونيو 2001 سيصدر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تقريرا جديدا دعا فيه إلى العودة إلى مبدأ الحل الثالث واقترح» اتفاق إطار» حول وضع الصحراء المغربية، معتبرا أن هذا الاتفاق من شأنه أن يكون الفرصة الأخيرة خلال السنوات القادمة. , بعد أسبوع سيصدر مجلس الأمن قراره رقم 1359 الذي مدد مهمة المينورسو وحث الأطراف «على دراسة مشروع الاتفاق الإطار والتفاوض بشأن كل التغييرات التي تود إضافتها. في الثاني نونبر من نفس السنة ستقدم الجزائر بهيوستن مشروع حل يقضي بتقسيم الأراضي الصحراوية موضوع النزاع و هو ما سيرفضه و يدينه المغرب بشدة معتبرا إياه مسا بوحدته الترابية . كريستوفر روس يدرك تمام الادراك كل هذه الحقائق و يتفهم المنزلقات التي يطرحها الموقف الجزائري الذي لا يكتفي بدور الملاحظ الذي يدعيه في مآل النزاع و بذلك فحين يفكربمجرد محاولة إعادة بعث مخطط بيكر من رماده فإنه لا يفاجىء فقط الطرف المغربي الذي ما زالت تجارب النصف الأول من سنة 2001 ماثلة بذاكرته بل إنه يرمي بحجر ثقيل في مرمى البوليساريو و حاضنتها الجزائر التي كانت في مرحلة معينة من تاريخ الأممالمتحدة مسؤولة عن تعطيل فرصة سانحة لوضع حد للنزاع المفتعل لكنها كانت في نفس الوقت مواتية لفضح الوجه الحقيقي للحكام الجزائريين و كشف طبقات مساحيق الحياد الخادع التي تغطيه .