بينما تنخرط المجالس العلمية في تنشيط مجالات تخصصها عبر تدبير أمور الشأن الديني في نطاق دائرة نفوذها من خلال ما تتوفر عليها من وسائل بشرية و مرافق إدارية تضطلع بهذه المهمة عبر مختلف أرجاء المملكة وفق تعاليم الدين السمحة التي يؤطرها المذهب المالكي ، يأبى رئيس المجلس العلمي المحلي بالدريوش إلا أن تسلط عليه الأضواء في مناسبات حرص على حضورها رفقة ثلة من الأئمة و الوعاظ، مواعيد تختلط فيها خيوط الدين بالسياسة بتراب إقليم الدريوش الذي يعرف صراعا محموما بين أقطاب حزبية تسعى جاهدة لتوظيف شتى الوسائل لتكريس سيطرتها و حضورها على مستوى المشهد السياسي بالمنطقة. الأمر هنا يتعلق بتحركات السيد رئيس المجلس العلمي بالدريوش داخل محور ضيق يمتد بين الدريوش و بن طيب و جماعة وردانة التي تشكل العمود الفقري لقبيلة بني وليشك التي يسجل بها حضور لون سياسي محدد يحاول جاهدا إحكام سيطرته على الخريطة السياسية بالمنطقة في أفق الاستحقاقات الجماعية المقبلة التي بدأت تسخيناتها مبكرا و برعاية من المجلس العلمي المحلي بإقليم الدريوش ، خاصة وأن مصادر من داخل قبيلة الرئيس ببن طيب تشير إلى تواطؤ مكشوف لهذا الأخير بغية توجيه الرأي العام نحو التعاطف مع أحد أعيان القبيلة و هو إسم معروف داخل نفس الحزب السالف ذكره، حيث تفيد معطيات استقتها العلم من مصادر مختلفة أن السيد رئيس المجلس العلمي الذي يبقى وجها دائم الحضور في برامج الإرشاد الديني و الوعظ بالقناة الأمازيغية ، دأب على حضور أفراح و مآتم بالمنطقة عكس مناطق أخرى تعرف غياب الحزب السياسي المحبب له مجندا مجموعة من المرشدين الذين سبق أن أحاطهم بعناية خاصة من خلال منح يتم توزيعها في مناسبات متفرقة ويجتهد بصفة مستمرة على إظهار تأثيره و نفوذه كمسؤول عن الشأن الديني لرفع أسهمه داخل الأوساط المحلية بإقليم الدريوش وهو ما كشفت عنه تحركاته و حرصه الشديد على إرضاء أسماء نافذة مع محاولة تلميع صورتها أمام الرأي العام المحلي بطرق غير مباشرة وهي نفس التحركات التي سبق أن باشرها في فترات سابقة سعى من خلالها إلى نيل ود أسماء من الريف مقربة من دوائر القرار تنتمي إلى أحزاب تتموقع حاليا بين المعارضة و الأغلبية و معروفة بأنشطتها في صالونات الرباط على أمل ترقيته و حصوله على عضوية المجلس العلمي الأعلى، هذا و تشير بعض الأصابع من أبناء المنطقة الذين يعرفون السيد رئيس المجلس العلمي منذ بدأ يتسلق سلم المسؤولية كيف تنقل بين حركات دعوية و أخرى طلابية وما تلاها من تغيير كلي في المواقف و القناعات التي ركب عليها من أجل التقرب من مربع السلطة المؤثر في الخريطة السياسية بالريف. آخر خرجات رئيس المجلس العلمي بالدريوش جاءت بمناسبة الموجة المكثفة لحفلات الزفاف التي تشهدها المنطقة بمناسبة عودة الجالية المقيمة بالخارج حيث يصر على تلبية كل الدعوات لمواصلة مشروعه ذي الحلة السياسية في الباطن و المزركش خارجيا بشعارات الأنشطة الدينية التي لا يمكن لها أن تستقيم في مناسبات خاصة بل ببرامج واضحة موجهة لساكنة المنطقة عبر كل أٍرجاء بلديات و جماعات الإقليم الفتي تستند على أولويات واضحة حسب الحاجة و الخصاص المسجل و الفوارق الملحوظة بين ربوع الإقليم. إذا صحت هذه القراءات سيكون على رئيس المجلس العلمي واجب الكشف عن أوراقه و إعلان انتمائه و الانضمام للحزب الذي لم يستطع إخفاء إعجابه به مع ترك الشأن الديني لمن يستطيع أن يتوفق في تنزيل برامجه بكل حياد و مسؤولية، فأن يتخفى وراء مناسبات لخدمة مشروع سياسي عبر توظيف سلطات مستمدة من الدين فهو لعب بالنار وسط مستنقع مفتوح على كل الاحتمالات، حينها سيكون رئيس الجلس العلمي أول من ستمتد إليه ألسنة اللهب فحذار من اللعب بالنار فشتان بين السياسة و الدين.