اغتيل مؤخرا المعارض «محمد البراهمي»، المنسق العام للتيار الشعبي وعضو المجلس الوطني التأسيسي والقيادي بالجبهة الشعبية، حيث أطلق عليه ما لا يقل عن 11رصاصة أمام منزله في حي «الغزالة» بولاية «أريانة» (شمال شرق) تونس. وقالت ابنة الفقيد في مداخلة مع إحدى محطات الراديو المحلية إن شخصين اثنين نفذا الهجوم واستخدما دراجة نارية بعد تنفيذ العملية. ومباشرة بعد رواج الخبر نزل عدد من المواطنين إلى شارع «الحبيب بورقيبة»، وتجمع المواطنون أمام مقر وزارة الداخلية احتجاجا على ثاني عملية اغتيال شخصية سياسية تونسية معارضة فيما اضطرت قوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع وذلك بعد اشتباك عدد من المحتجين مع أعوان الأمن. أما في «سيدي بوزيد» وقود الثورة ومسقط رأس القتيل، فتشهد إلى الآن حالة من التوتر والقلق والغليان بعد رواج خبر الإغتيال. وتداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو لإبنة المعارض «البراهمي» أشارت فيه إلى أن أباها كان سيستقيل متسائلة عما فعلوه ليقتل والدهم، مستغيثة في نفس الوقت بزعيم حركة «النهضة»... وهذا هو رابط الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=KieyjV2OYzM.. وفي تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء التونسية» وصف «مصطفى بن جعفر» رئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان التونسي) حادثة اغتيال النائب «البراهمي» ب»الفاجعة» التي أصابت البلاد في مرحلة خطيرة وفي يوم كان من المفروض أن يكون فيه التونسيون يدا في يد لإحياء عيد الجمهورية. وقال إن نفس رصاص الغدر الذي اغتال الفقيد شكري بلعيد يغتال اليوم محمد البراهمي، داعيا السلطات إلى الإسراع بالتحقيقات للكشف عن المجرمين ، وإلى حماية الشخصيات الوطنية الأكثر بروزا على الساحة السياسية والإعلامية». وأكد بن جعفر أن اغتيال البراهمي جاء في وقت اقترب فيه المجلس الوطني التأسيسي من تشكيل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ومن تحقيق التوافقات النهائية بشأن الدستور، داعيا إلى الوحدة ووضع مصلحة «تونس» فوق كل اعتبار. ومن جانبه، قال راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» في تصريح هاتفي ل»وكالة الأنباء التونسية» أن الهدف من اغتيال البراهمي هدم استقرار البلاد، معتبرا أن اتهام حركة «النهضة» بقتل البراهمي جزء من مخطط معد مسبقا. وأضاف أن دماء بلعيد والبراهمي يراد بها أن تكون وقودا لحرق السلم وضربه وتعميق الهوة بين التونسيين ودفعهم نحو العداوة والتقاتل في وقت أوشكت فيه كافة الأطراف الوطنية على استكمال الدستور في نسخته التوافقية وتأسيس الهيئة المستقلة للإنتخابات. وطالب الغنوشي أفراد الأمن بأن يبذلوا أقصى الجهد للكشف عن هذه الجريمة، وفضح المتورطين فيها لاسيما بعد أن أعلنت الحكومة عن كشف الخيوط المفصلة لجريمة اغتيال بلعيد . من جهته أدان حمدين صباحي مؤسس «التيار الشعبي» المصري عملية الاغتيال، وحذر من «تصاعد موجة من الإغتيالات في تونس، التي بدأت باستهداف المناضل شكرى بلعيد، وأعقبه استهداف المناضل محمد البراهمي»، وشدد على أن الشعب المصري، الذي يقف اليوم صفا واحدا في مواجهة الإرهاب، لن يتسامح مع مرتكبي مثل هذه الجرائم ولا مع المحرضين عليها أو الداعمين لها». يذكر أن «البراهمي» قد شارك بفعالية في الإحتجاجات التي شهدتها «سيدي بوزيد» والتي أدت لاحقا إلى الإطاحة بحكم «بن علي» الذي اعتقله مرتين قبل الإطاحة به، وكان أحد رموز مدينة «سيدي بوزيد» التي تعدّ مهد الربيع العربي، عندما اندلعت فيها احتجاجات على خلفية انتحار البائع «محمد البوعزيزي»، وكان أحد المحركين لتلك الإحتجاجات. ويعتبر «البراهمي» ثاني قيادي معارض للإسلاميين يتم اغتياله في «تونس»، بعد اغتيال المعارض البارز «شكري بلعيد» قبل ستة أشهر.