صدم قادة الانفصاليين بالرابوني بصيغة البيان المشترك الصادر في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها العاهل الاسباني الى الرباط ،في الوقت الذي ظل اللوبي الانفصالي في مدريد مدعوما من طرف المخابرات العسكرية الجزائرية يترقب ثمار الضغوط المسلطة منذ أسابيع على الحكومة الاسبانية اليمينية لحملها على دفع المغرب في إتجاه إعلان المزيد من التنازلات في ملف وحدته الترابية . ومقابل الدوش البارد الذي بدد ما تبقى من آمال قيادة الرابوني في الحصول على جرعة دعم ديبلوماسي من حكومة مدريد سارعت أبواق الدعاية الانفصالية للالتفاف حول النتائج الايجابية لزيارة خوان كارلوس للرباط ، وإفراغها من محتواها عبر تسريب إشاعات و مزاعم مفادها أن البيان المشترك لم يشر الى مقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل سياسي للنزاع المفتعل . مؤامرات اللوبي الانفصالي لم تقف عند هذا الحد لامتصاص صدمة فشل المراهنة على تغيير جذري لموقف مدريد من قضية الصحراء المغربية مند صعود اليمين الى الحكم ، بل تجاوزتها لمحاولة واهية و إستخباراتية لبث الشقاق وسط الصف الوحدوي الداخلي بألأقاليم الجنوبية المسترجعة حيث زعم موقع مقرب من قيادة الرابوني أن 13 من الأعضاء البارزين بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أقروا بفشل مشروع الحكم الذاتي و طالبوا بايجاد حل جديد . وتؤشر المناورة التلفيقية الجديدة لقيادة الانفصاليين على إضطراب وتخبط قادة الرابوني و سعيهم بأي شكل متاح على نقل الصراع السياسي الى داخل التراب المغربي بعد فشل مخططات التصعيد الأمني في فك عزلة الأطروحات الانفصالية . وما يبدد المزاعم الكاذبة التي تبثها الآلة الدعائية التابعة للانفصاليين ومموليهم أن رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أكد قبل أقل من أسبوع في مقابلة خص بها صحيفة سويدية أن النزاع المتواصل حول منطقة الصحراء تقف وراءه الجزائر التي» لا تسمح للبوليساريو بتوقيع اتفاقية الحكم الذاتي»، ضمن رهانها على السيطرة «على شمال افريقيا من خلال بوابة الصحراء». وخاطب رئيس الكوركاس الحكومة السويدية الواقعة تحت تأثير التدليس الانفصالي قائلا : أن جبهة الانفصاليين لا تتوفر على مقومات تأسيس دولة، ومن هنا جاءت المبادرة المغربية بمنح الصحراويين الحكم الذاتي تحت الحكم المغربي. على اعتبار أن المملكة دولة ذات مؤسسات وتاريخ وحضارة، ولديها تجربة ديمقراطية وتعدد ثقافات، بالإضافة إلى عشرات مؤسسات لحقوق الانسان ومؤسسة حكم امتزجت مع الشعب والجغرافيا ، في حين أن الجزائر لا تسمح للبوليساريو بتوقيع اتفاقية الحكم الذاتي ،رغم أن الكثير من سكان تندوف يرغبون بذلك ، وهذا هو السبب الوحيد الذي اطال مدة هذا النزاع المفتعل يبرز رئيس الكوركاس .