بعد فشل كل خطوات التأثير على موقف مدريد من قضية الصحراء المغربية , اختارت قيادة انفصاليي تندوف إشهار ورقة التصعيد في وجه حكومة ثاباطيرو الاشتراكية في إطار موقف استباقي لمغازلة اليمين الاسباني الذي تتوقع البوليساريو أنه سيفوز بالانتخابات التشريعية المقبلة باسبانيا شهر نونبر القادم و سيشكل الحكومة الجديدة . وكان ما يسمى بالوزير الأول للكيان الوهمي بتندوف المدعو ولد طالب قد دعا قبل أسابيع مدريد الى تحمل مسؤولياتها كمستعمر سابق لمناطق الصحراء المسترجعة و صاحب سيادة عليها مستعملا عبارات الغزل و التودد في محاولة يائسة لجلب اهتمام حكومة مدريد التي لم تعر تصريحاته أي إهتمام يذكر . و بعد فشل سياسة التودد عاد ممثل الانفصاليين بمدريد الى لغة التهديد و التصعيد ضد الحكومة الاشتراكية التي اتهمها مباشرة بإلحاق «أضرار كبيرة « بالشعب الصحراوي بفعل ميولها للطرح المغربي خلال ثمان سنوات من حكمها . وأذرف ممثل الانفصاليين بمدريد دموع التماسيح حين أكد في تصريح تلقفته وكالة الأنباء الجزائرية حين «تأسف « لتعمد حكومة ثاباثيرو التخلي عن دعم الأطروحات الانفصالية للجبهة و تفضيلها التمسك بمقترح الحكم الذاتي « ويتزامن التصعيد التكتيكي الجديد للانفصاليين مع تحركات ديبلوماسية موازية بالجزائر التي سارع رئيسها بوتفليقة الى عقد لقاء مع السفير الأمريكي الجديد ببلاده تناولت على وجه الخصوص قضايا الساعة بالمنطقة و في مقدمتها طبعا قضية الصحراء التي تشي التحركات الأخيرة أن الجزائر تسعى بكل ثقلها الديبلوماسي و النفطي الى خلخلة وحدة وتناغم موقف محور باريس ,مدريد و واشنطن من ملف الوحدة الترابية للمغرب في حين تلعب جبهة الانفصاليين في الوقت الضائع على حبل المرحلة الانتقالية المؤدية للانتخابات التشريعية التي تأمل أن تحمل اليمين الاسباني الى سدة الحكم . و كان بان كي مون قد شدد شهر مارس الفارط على الدور الحيوي لكل من باريس , مدريد و نيويورك في تهيئة المناخ السياسي الملائم لتسوية نزاع الصحراء المغربية و هو الموقف الذي حفز ديبلوماسية قصر المرادية الى إستعمال كل وسائل الضغط الممكنة و خاصة الاقتصادية منها لخلخلة موازين القوى الدولية و خاصة لدى حكومات العواصم المذكورة المساندة لمقترح الحكم الذاتي المطروح منذ أربع سنوات كحل واقعي وذي مصداقية بشهادة مجلس الأمن الدولي لطي صفحة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية المسترجعة .