استمرت معاناتهم مع الروائح الكريهة والحشرات الناجمة عنه لأزيد من سنتين، وظنوا أن الزيارة الملكية وضعت حدا لهذه المعاناة ليفاجأوا بالمطرح ينبت مجددا بعد ساعات قليلة من الزيارة وعدد كبير من شاحنات القمامة تحاصرهم ما جعلهم يتصدون لها ويمنعونها من طرح نفاياتها بالقوة. دخل نحو أربعين فردا من سكان حيي الأندلس والشيخ المفضل بسلا صباح أول أمس (الإثنين) في مواجهة مع عمال مطرح للنفايات أقيم على مقربة من مساكنهم في بقعة أرضية بالقرب من سوق الكلب الشهير بسلا، محاولين منعهم من تفريغ حمولة شاحنات الأزبال المنزلية التي تأتي للمكان من عدد من أحياء سلا بحسب سكان الحي وتتسبب الكميات الكبيرة من الأزبال التي تفرغها في انبعاث روائح كريهة وتجمع الحشرات، الوضع الذي تزداد حدته مع ارتفاع درجة الحرارة مجبرا السكان على إغلاق النوافذ تجنبا للروائح الكريهة التي تُزكم الأنوف. وكانت السلطات المحلية أزالت المطرح بمناسبة التدشين الملكي الأخير للمركب الإداري والثقافي التابع لوزارة الاوقاف والمقام بمحاداة مكان المطرح هذا الأخير الذي تم استئناف تجميع الأزبال فيه مباشرة بعد الزيارة الملكية ما اعتبره السكان نوعا من المراوغة وتزييفا للواقع. وترجع أطوار الموضوع بحسب سكان من حي الأندلس إلى ما يربو عن العامين حينما قررت الجماعة نقل مطرح الأزبال المذكور من جماعة لعيايدة إلى مكانه الحالي بجماعة تابريكت بذريعة توفر هذه الأخيرة على أراضي غير مستغلة، ليتوجه إثر ذلك السكان المتضررون بعدة شكاوى للجهات المختصة التي طلبت منهم مهلة 6 أشهر لنقل المطرح لمكان آخر ومضت المدة دون أن تفي السلطات بوعدها، ليتجه بعد ذلك السكان إلى عامل سلا الذي طلب منهم بدوره مهلة 5 أشهر إضافية لتدبر المسألة، لتستمر عملية التسويف ما نتج عنه إصابة عدد من سكان الحي المذكور بأمراض الحساسية وغيرها، ما جعل هؤلاء يشكلون دوريات من شباب الحي ترابط في عين المكان لمنع شاحنات النفايات من تفريغ حمولاتها.