ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن قناة "الجزيرة" القطرية تتخلى بشكل صارخ عن المعايير الصحفية لصالح جهات بعينها، وإن مستواها الإعلامي في هبوط مستمر منذ الحرب الأهلية السورية، وإن تغطيتها المنحازة وصلت إلى حد "الكوميديا"، مثل انتزاع المراسلين التابعين لها، أثناء مقابلتهم مع رجال الشارع المصري، الميكروفون من الناس إذا تجرؤوا وانتقدوا "مرسي"، أو أثنوا على "حسني مبارك" الرئيس السابق. وقالت المجلة أن انحياز "الجزيرة" في أول الأمر غالباً ما كان خفياً، لكنه سرعان ما تحول لانحياز صارخ مثلما حدث في "يونيو" الماضي عندما بثت تقريراً يدعي أن "مرسي" يستحق التحية العسكرية لأن زوجته طلبت منه أن يُطلق عليها أم "أحمد" بدلاً من السيدة الأولى. وتابعت المجلة في تقرير مطول لها بعنوان "أسبوع الجزيرة الأسوأ": إن هذا الأسبوع كان أصعب وقت مر على القناة القطرية، حيث أُلقى القبض على بعض العاملين بها وطُرد آخرون من مكتبها في "القاهرة"، واستقال البعض الآخر، وواجهت القناة غضباً شعبياً بسبب دعمها ل"الإخوان" في "مصر"، وطلب بعض المصريين المهاجرين في الخارج من الرئيس المؤقت إلغاء ترخيص القناة، ومنعها من البث على قمر "النايل سات". وتساءلت المجلة: كيف تحولت "الجزيرة" من "صوت الحرية للبلاد العربية" إلى كونها مجرد قناة محتالة لدعم الإسلاميين في "مصر". وأضافت: "الجزيرة دائماً ما كانت تظهر بتغطيتها أنها ضد إرادة الطغاة في العالم العربي، ولكن بمجرد انقشاع الغبار أخذت جانب الإسلاميين وتحيزت لهم". واستشهدت "فورين بوليسي" بما قاله باحث في وسائل الإعلام العربية "فادي سالم" إن كثيراً من المحررين والمراسلين في "الجزيرة" القطرية هم من المتعاطفين مع "الإخوان" وانعكس ذلك في التغطية الموالية للإسلاميين التي ظهرت في القناة على مدى العامين الماضيين معتمدة بشكل كبير على التحريض، واستخدام المشاهد الدامية، والدعاة الدينيين والمعلقين الإعلاميين للوصول لهدفهم في دعم "الإخوان"، وأوضحت أنه في ذروة الإنتفاضة المصرية ضد "الإخوان" في 30 يونيو، تجاهلت "الجزيرة" الإحتجاجات، وأذاعت مقابلة مع معارض سوري إضافة إلى تدريبات بعض فرق كرة القدم. وفي النهاية إختتمت المجلة الأمريكية تقريرها قائلة: "هذه ليست أول مرة لظهور إنحيازات "الجزيرة" غير المهنية، فالقناة غيرت تغطيتها لتتناسب مع مصالح أصحابها من قبل، فقبل التقارب القطري السعودي على مدى السنوات القليلة الماضية، استضافت قناة "الجزيرة" المعارضين السعوديين، وأنتجت فيلماً وثائقياً مضاداً للسعودية عن صفقة أسلحة بين الحكومتين السعودية، والبريطانية (المعروفة باليمامة) كانت غارقة في مزاعم الفساد، والآن بعد أن تحسنت العلاقات بين البلدين تغيرت لهجة "الجزيرة" تماماً بالنسبة للمملكة السعودية وكوفئت بإعادة فتح مكتبها في "الرياض" في يناير 2011".