أشرف جلالة الملك محمد السادس، يوم السبت، على إعطاء انطلاقة مشروع التطهير السائل بإقليم جرادة الذي يعد أحد مكونات برنامج التأهيل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للإقليم. ويروم هذا المشروع، الذي عبئت له استثمارات بقيمة 83 مليون درهم، تقديم حلول مستدامة لتحديات التعمير وتحسين إطار عيش الساكنة وتعزيز جاذبية المدينة والحفاظ على البيئة. وسيتم إنجاز هذا المشروع، الممول بالتساوي بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والبرنامج الوطني للتطهير السائل، في ظرف 24 شهرا، حيث سيهم ،على الخصوص، توسيع شبكة التطهير السائل، وتقوية شبكة صرف مياه الأمطار، وبناء محطتين للضخ، وإنجاز محطة لتصفية المياه من صنف الأحواض المفتوحة بصبيب 2900 متر مكعب في اليوم. ويشكل هذا المشروع جزءا من شق "التطهير السائل" لبرنامج التأهيل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لإقليم جرادة، الذي يروم أيضا تعزيز شبكة التطهير السائل بالجماعة الحضرية عين بني مطهر (28 مليون درهم). وإلى جانب هذا الشق، يهم برنامج التأهيل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لإقليم جرادة ( 1ر314 مليون درهم)، الذي وقعت الاتفاقية المتعلقة بتمويله في 4 يونيو 2012 تحت رئاسة صاحب الجلالة، التأهيل الحضري لثمان جماعات، وتقوية شبكة التزويد بالماء الشروب، ودعم المشاريع الفلاحية، وإحداث مناصب الشغل، وبناء وحدة متخصصة في التكفل بأمراض السحار الرملي، فضلا عن اقتناء خمس سيارات إسعاف ووحدتين طبيتين متنقلتين. ويعد هذا البرنامج ، الذي يستفيد منه نحو 134 ألف شخص، ثمرة شراكة بين وزارات ، الداخلية، والسكنى والتعمير وسياسة المدينة، والفلاحة والصيد البحري، والصحة، علما بأن المشاريع السطرة في إطار هذا البرنامج تعرف معدل إنجاز يتراوح ما بين 40 و100 بالمائة. وتجسدت العناية الموصولة التي يحيط بها جلالة الملك محمد السادس، الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وإرادة جلالته في ضمان ولوج متكافئ للعلاجات الطبية، مرة أخرى، يوم السبت، من خلال إعطاء جلالته انطلاقة أشغال إنجاز وحدة متخصصة في التكفل بأمراض السحار الرملي والأمراض التنفسية ومركز لتصفية الدم بإقليم جرادة. وبفضل هذه البادرة الملكية السامية ستعزز بنيات التكفل بالأشخاص المصابين بالقصور الكلوي والسحار الرملي، مما يعكس بجلاء العناية المتجددة بساكنة هذه المدينة الواقعة في الشمال الشرقي للمملكة. وستشتمل الوحدة المتخصصة في التكفل بأمراض السحار الرملي والأمراض التنفسية، والتي ستتطلب استثمارات بقيمة 9ر7 مليون درهم، جناحا لاستشفاء المرضى وآخر للفحوصات والترويض الطبي وجناحا إداريا. وستمكن هذه الوحدة، التي تتسع ل 34 سرير، من فحص وعلاج الأشخاص المصابين بالسحار الرملي، وهو مرض تنفسي ينتشر في هذه المنطقة ويصيب عمال مناجم الفحم الحجري. أما مركز تصفية الدم التابع للمستشفى الإقليمي بجرادة، فسيمكن من تخفيف الضغط على مصلحة طب الكلي بالمركز الاستشفائي »الفارابي« بوجدة، وتحسين الخدمات الطبية المقدمة للأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي. وسيتوفر المركز الجديد ( 5,3 مليون درهم)، والذي يعد ثمرة شراكة بين وزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي لجرادة ووكالة تنمية الجهة الشرقية، على معدات وتجهيزات حديثة، حيث سيستقبل 60 مريضا في اليوم. وتأتي هذه البنيات التحتية الاستشفائية لتعزيز مختلف الأوراش والمبادرات التي أطقلها جلالة الملك محمد السادس،(المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية ونظام المساعدة الطبية)، والتي تروم دمقرطة العلاجات الطبية وتمكين المواطنين من ظروف عيش كريمة.