روج الذراع الإعلامي لجبهة البوليساريو الانفصالية، قصاصة إخبارية أورد فيها أن ممثل تونس في البرلمان الإفريقي السيد البشير شمام طالب «بضرورة إجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي» وذلك خلال إجتماع الدورة العادية الثانية للفترة التشريعية الثالثة للبرلمان الإفريقي التي التأمت بعاصمة جنوب افريقيا جوهانسبورغ، وأضافت أن هذا النائب طالب «بإجراء هذا الاستفتاء بعيدا عن الحسابات السياسية، لأنها قضية عادلة ويجب ممارسة ضغوط لإنهاء ذلك الوضع غير الإنساني وغير المقبول» وتناغم حديث النائب التونسي مع رئيس هذا البرلمان الذي طالب بدوره «بضرورة تقرير المصير في الصحراء الغربية عن طريق حل يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير» يهمنا فيما حدث ما صرح به عضو البرلمان التونسي لأنه يمثل تطورا كبيرا في موقف الشقيقة تونس من الصراع المفتعل في الصحراء المغربية. وأولا نشير إلى أن ما تنشره وكالة أنباء الجبهة الانفصالية لا يمكن أن يكون محل ثقة مطلقة، بل إن أغلب ما تنشره هذه الوكالة، يندرج في سياق البروبا غاندا والتعتيم والمغالطة، ولكن صمت البرلمان التونسي ووزارة الخارجية التونسية إزاء مانشر، هو الذي يكتسي أهمية ويستوجب التعقيب والتعليق. قد يتعلق الأمر بموقف شخصي من نائب واحد فقط، وقد لا يكون الأمر يتعلق بموقف رسمي صادر عن البرلمان التونسي، ومع كل ذلك فإن اجتهاد نائب ينتمي إلى حركة النهضة، الحزب المهيمن على الحكومة وعلى البرلمان يدعو إلى التعبير عن التخوف والقلق من أن تتضرر العلاقات الثنائية الممتازة التي تجمع المغرب وتونس على جميع الأصعدة من هذا الخروج غير المحسوب لهذا النائب. إن متاعب الشقيقة تونس كثيرة ومتعددة، ونحن أشد الناس حرصا، على أن ينجح هذا الشعب البطل في تجاوز هذه الظروف الدقيقة، ولذلك هي ليست في حاجة الآن ومن طرف أي كان إلى إشعال فتائل نيران جديدة، ومن يفعل ذلك وإن كان من حزب النهضة فإنه يخطط عن سبق إصرار وترصد، ليس فقط لمحاولة إلهاء شعبه، بافتعال معارك ومواجهات، وإنما للزيادة في متاعب تونس الشقيقة.