رسمت ثلاث منظمات دولية معنيّة بحريات الصحافة، صورة قاتمة لوضع الحريات الصحافية في المنطقة العربية، ضمن ثلاثة تقارير منفصلة صدرت لمناسبة «اليوم العالمي لحرية الصحافة» الذي صادف بالأمس (3 ماي من كلّ عام). ونشرت منظمة «مراسلون بلا حدود» عبر موقعها على الإنترنت، قائمةً بعنوان «مفترسو حريّة الإعلام»، وتضمّنت 39 شخصيّة، من بينها «قادة دول، وسياسيون ورجال دين، وميليشيات، ومنظمات إجرامية», وحمّلت المنظّمة هؤلاء مسؤولية ارتكاب «أفظع الانتهاكات المسلطة على وسائل الإعلام». وشملت القائمة عربياً، جماعة «الإخوان المسلمين»، و«جبهة النصرة»، والرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت المنظّمة إلى أنّ الانتهاكات بحقّ الصحافيين تصاعدت بشكل كبير خلال العام 2012، «أحد أعنف الأعوام في التاريخ بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام». وورد ضمن قائمة «المفترسين» رئيس الصين شي جين بينغ، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين... كما ضمّت القائمة الجيش الإسرائيلي، والإمام الخامنئي، والملا عمر، والرئيس الشيشاني رمزان قديروف. وفنّد موقع المنظمة سبب تصنيف تلك الشخصيات أو التنظيمات كأعداء لحريّة الصحافة، ضمن سير ذاتية، بصيغة المتكلّم أو المخاطب. وبهذا الشكل، يروي «الإخوان» بلسانهم ما ارتكبوه من انتهاكات، مثل الملاحقة القضائية لباسم يوسف، ومقتل الصحافي الحسيني أبو ضيف. وتحوّل تقرير «مراسلون بلا حدود» إلى حديث مواقع التواصل، بعد نشر الناشطين التابعين لها ملصقات على جدران باريس، تظهر مجموعة منتقاة من «المفترسين» ال 39، هم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، والرئيس السوري بشار الأسد، وكيم جونغ أون، وشي جين بينغ. من جهة أخرى، قال تقرير ل«منظمة العفو الدولية»، التي تتخذ من لندن مقراً لها، صدر بالأمس، إنّ «النزاع في سوريا أدى إلى مقتل عشرات الصحافيين ممن ينقلون أخبار انتهاكات حقوق الإنسان، أو إلى القبض عليهم تعسفاً واعتقالهم وإخضاعهم للإخفاء القسري والتعذيب، على مدار السنتين الماضيتين». وقال التقرير إنه «منذ بدء الثورة السورية لقي ما لا يقل عن 36 صحافياً حتفهم أثناء تغطية النزاع في سوريا، بسبب استهدافهم سواء من القوى الموالية للنظام أو المعارضة له». من جهتها أصدرت «لجنة حماية الصحافيين» التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، مؤشرها السنوي حول الإفلات من العقاب الذي يسلط الضوء على البلدان التي «يُقتل فيها صحافيون ويظلّ القتلة أحراراً طلقاء». ووصف التقرير العراق بالدولة صاحبة «أسوأ سجل في العالم في مجال الإفلات من العقاب»، إذ لم تتمكّن من إدانة أي من مرتكبي جرائم القتل التي ذهب ضحيتها 93 صحافياًً خلال العقد الماضي. وأضافت لجنة حماية الصحافيين إنه «وفي حين وقعت بعض تلك الجرائم وسط حالة الفوضى التي نشأت أثناء العنف الطائفي خلال الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة، إلا أن العديد من الحالات يُمكن أن تُحل فوراً لو أظهرت السلطات رغبة في حلها».