قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط مساء الخميس ب 25 سنة سجنا في حق فتاة كانت قد حصلت سنة 1999على البطولة العربية لرياضة التكواندو بالأردن بعد أن شاركت في عدة بطولات، وذلك بعد متابعتها بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حق جزار، والسكر العلني البيِّن طبقا للفصول 392، 393، و394 من القانون الجنائي، والفصل 1 من المرسوم الملكي المؤرخ في 1967/11/14. كما قضت هيئة الحكم، برئاسة الأستاذ عبد الرحيم مياد، بمطالب مدنية لذوي حقوق الهالك، بعد سلسلة من الجلسات في إطار تجهيز الملف والاستماع إلى المتهمة والشهود ومرافعات الطرف المدني والنيابة العامة ودفاع الظنينة، المزدادة سنة 1983، عازبة وبدون مهنة، والتي تم اعتقالها بتاريخ 31 أكتوبر 2011. وتعود تفاصيل الملف، حسب بعض المصادر، إلى أنه في آخر شهر أكتوبر 2011 عرف أحد شوارع حي يعقوب المنصور بالرباط جريمة قتل راح ضحيتها جرار ومعد للشواء وغيره من الأكلات بمحله، وذلك بعد تلقيه عدة طعنات بواسطة سلاح أبيض بأماكن مختلفة من جسمه، والذي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج إلا أنه فارق الحياة. وعلى إثر تلقيها الخبر انتقلت عناصر أمنية من دائرة المداولة «الأمل 17» إلى عين المكان وألقت القبض على المشتبه فيها وحجزت منها سلاحا أبيض، كما عاينت عليها حالة السكر وآثار العنف على مستوى فمها وانفها، حيث تنزف ليتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية. وعند معاينة عناصر الأمن جثة الهالك تبين أنها تحمل طعنات عبارة عن جروح غائرة على مستوى البطن، وجرح صغير من جهة عينه اليمنى وآخر غائر على مستوى قدمه اليسرى. ونسب إلى المتابعة في أحد تصريحاتها أنها توجهت ليلة الحادث إلى محل الجزارة لاقتناء كمية من اللحم وشوائه غير أن سقوط قنينة خمر من الجعة وتكسيرها جعلت الهالك قيد حياته يُهينها ويسبها أمام الملأ، ثم يعرضها للعنف على مستوى وجهها وأنفها والتَّسبب في إسقاط أسنانها ، حينها وتحت تأثير مفعول الخمر قررت الانتقام وقصدت منزلها وتسلحت بسكين، وهي عاقدة العزم على تصفيته جسديا، حيث ظلت تراقبه وتتربص به حتى تسنى لها ذلك وعرضته لمجموعة من الطعنات... وأكدت المعنية بالأمر في تصريحات أخرى أنها نظرا لكونها كانت في حالة سكر - لأول مرة تشرب الخمر - عرضها الضحية للضرب والجرح، وأنها لم تتوجه إلى منزلها لإحضار السكين، الذي كان يحمله هذا الأخير، وهو نفسه (السكين) الذي قامت بضربه بواسطته دون أن تعرف الكيفية التي طعنته بها، نظرا للحالة الهستيرية التي كانت عليها، لكونها تعاني من مرض نفسي وعقلي، حيث تتناول الأدوية، وتخضع للعلاج بمستشفى الرازي منذ 2007، والذي تتوفر به على ملف طبي، مضيفة أنها لم تكن نيتها قتل الهالك بناء على سابق تصميم، أو ترصد، وإنما كان ذلك نتيجة للاستفزاز الذي تعرضت له. وخلص قاضي التحقيق في متابعة المتهمة استناداً إلى بعض اعترافاتها التي تزكيها إفادة شاهدين أكدا أن هذه الأخيرة عقب نشوب نزاع بين الطرفين هرعت إلى منزلها وأحضرت السكين وطعنته بواسطته عدة مرات. وأشار قاضي التحقيق في حيثيات قراره إلى مسألة التصميم والعزم لتصفية الضحية جسديا، وأن تقرير التشريح الطبي يُبين أن طعنات السكين كانت سببا في الوفاة، مما تكون معه العلاقة السببية بين الفعل المرتكب والنتيجة المتمثلة في الوفاة ثابتة، وأن هناك جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وبالتالي قيام جنحة حالة السكر المُعترف بها في سائر مراحل البحث. وللإشارة فإن دفاع المتهمة طالب بإجراء خبرة على موكلته لكونها تعاني من اضطرابات عقلية والتي عهدها قاضي التحقيق إلى طبيب أكد في تقريره أن المعنية بالأمر مصابة بمرض هذياني في شكله البيني (Borderline)، وهاته الحالة غالبا ما تكون صعبة العلاج بسبب انعدام اضطرابات ذهانية واضحة تستلزم علاجا لمدة طويلة جدا، لأنه يؤدي في غياب العلاج إلى اضطرابات سلوكية اندفاعية.