كان المتهم عائدا إلى مقر سكناه بأطراف مدينة السطات حين تفاجأ بالضحية يعترض سبيله، دخل الطرفان في مشادات كلامية تطورت إلى اشتباك بالأيدي، وجه خلاله المتهم طعنة بواسطة سكين أصابت الضحية بجرح بالغ على مستوى صدره، ولاذ بالفرار نحو منزل أخته، في الوقت الذي تم نقل الضحية على متن سيارة إسعاف صوب المستشفى المحلي بالمدينة لتلقي العلاجات الضرورية لكن الضحية فارق الحياة متأثرا بجروحه البليغة. تم إشعار عناصر الضابطة القضائية للدرك الملكي بأن شخصا سقط ضحية اعتداء بعد أن تلقى طعنة بواسطة سكين من طرف شخص آخر، وأن الضحية أصيب على إثر ذلك بجروح بليغة، وأنه لا يزال ملقى على الأرض. لحظة تلقيها الخبر انتقلت فرقة من الدرك الملكي إلى مكان وقوع الحادث حيث عاينت الضحية، الذي كان مصابا بجرح غائر في صدره من الجهة اليسرى وبجانبه نعل الشخص المعتدي، بعد المعاينة أشرفت فرقة الدرك الملكي على نقل الضحية على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى المحلي بالمدينة قصد تلقي العلاجات الضرورية، وفيه لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة. التحريات الأولية والأبحاث التي باشرتها عناصر الضابطة القضائية أسفرت عن توقيف الشخص المعتدي، وتبين من خلال إخضاعه لمجريات البحث التمهيدي أنه احتسى، عصر يوم الحادث، كمية من مسكر ماء الحياة، فمر بالحي الذي يسكن فيه بعد عودته من منزل أخته حيث اشتكى لها من بعض المضايقات التي يتعرض لها من طرف أناس يقطنون غير بعيد عن محل سكناه، وفي طريق عودته لمنزله التقى بأحد هؤلاء والذي دخل معه في مشادات كلامية سرعان ما تطورت إلى اشتباك بالأيدي، فأصابه الضحية في يده اليسرى ومؤخرة رأسه بجروح بواسطة عصا التقطها من جوار والدته التي تقوم بإعداد الخبز في فرن تقليدي هناك، ومباشرة بعد ذلك التحق المتهم بمنزله وتسلح بسكين أخفاها وراء ظهره وعاد نحو الضحية وطعنه في صدره ثم لاذ بالفرار نحو منزل أخته خوفا من عائلة الضحية بعدما تخلص من السكين أداة الجريمة. شقيق المتهم أفاد بأنه احتسى كمية من الخمر وفي طريقه نحو منزله وجد أخاه المتهم يدخل في مناوشة مع الهالك، كما وجد أخته بدورها في نزاع مع والدة الضحية فتابع سيره دون اكتراث لأنه يعتبر هذه المناوشات عادية بين العائلتين. اشتباك بعد استفزاز عند إخضاعه لمجريات البحث التمهيدي، أفاد المتهم بأن الضحية اعترض سبيله كعادته ونعته بأنه ليس برجل، ثم تطورت المشادات الكلامية إلى اشتباك قام خلاله الضحية بضرب المتهم بعصا أصابه بها على رأسه، مما جعل المتهم يقصد منزل العائلة ويتسلح بسكين قام بإخفائها خلف ظهره، والتحق بالضحية من جديد ووجه إليه طعنة أصابته في صدره، في الوقت الذي كانت أخته تدخل في نزاع مع والدة الضحية. وخلال استنطاقه تفصيليا، أفاد المتهم بأنه كان، يوم الحادث، في حالة سكر وكان متوجها صوب منزله فاعترض الهالك سبيله واعتدى عليه بالسب والشتم، كما اعتدى عليه بالضرب بعصا، مما أثار غضب المتهم الذي قصد منزل عائلته وتسلح بسكين والتحق بالضحية وطعنه في صدره طعنة كانت كافية لإسقاط الضحية دون حراك مضرجا في دمائه، وعند الاستماع إلى أخيه أفاد بأنه كان في مكان بعيد عن مسرح وقوع الأحداث ولم يتسن له مشاهدة الوقائع، نافيا أن يكون سلم السكين للمتهم، مؤكدا أن ما أفادت به والدة الضحية تجاهه هو مجرد افتراء. استمعت المحكمة إلى باقي أطراف الحادث، حيث أفادت أخت المتهم بأن والدة الضحية الهالك كانت في نزاع مع أخيها (المتهم) وقت أذان المغرب، فالتحقت بها ولامتها على تصرفها ودخلتا في مشادات كلامية، ثم التحق بهما الضحية فاشتبك مع أخيها على بعد أمتار قليلة في الساحة الفاصلة بينهم وبين منزل الضحية، موضحة أنها لم تشاهد واقعة الاعتداء على الهالك من طرف أخيها ولم تعرف مصدر السكين التي استعملها هذا الأخير في فعل الاعتداء، مؤكدة أن شقيقها الثاني لم يكن حاضرا وقت وقوع الحادث ولم يشارك فيه، وبأن الضحية ووالدته اعتادا على اعتراض سبيل أخيها المتهم للاعتداء عليه بالضرب. ابنة أخت المتهم نفت، بدورها، علاقتها بالحادث وأنها لم تتبادل فعل الضرب والجرح مع والدة الضحية، مبرزة أنها التحقت بوالدتها التي كانت توجد بمنزل أخيها المتهم بعد أن تأخرت في العودة، فوجدت حينها جمعا من الناس أخبروها فيما بعد بأن خالها هو من قام بالاعتداء على الضحية بالضرب، موضحة أنها لم تشاهد وقائع الحادث ولم تجد لحظتها لا خالها المتهم ولا شقيقه بمكان وقوع الاعتداء. والدة الهالك التي عاينت، وفق تصريحاتها، الوقائع أفادت أن المتهم اعتدى على ابنها بطعنة بواسطة سكين كانت سببا في إزهاق روحه، موضحة أن لا وجود لنزاع سابق بينهما، مشيرة إلى أنها كانت في نزاع مع أخت المتهم الذي تسلم سكينا من أخيه وقام بطعن ابنها الضحية.
20 سنة وراء القضبان بعد مناقشة القضية ظروفها وملابساتها، وبعد الاستماع إلى مرافعات دفاع المتهمين والاستماع إلى جميع أطراف القضية في عدة جلسات أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات حكما يقضي بسجن المتهم بعشرين سنة سجنا نافذا بعد إداته بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والسكر العلني والحكم على شقيقه بشهرين موقوفة التنفيذ.