أرجأت الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الملحقة بابتدائية سلا، يوم الخميس الماضي، النظر في جلسة جديدة من جلسات محاكمة (ع.ك) بطلة التيكواندوالسابقة، المتابعة في حالة اعتقال، على خلفية جريمة قتل راح ضحيتها شخص يعمل جزارا، بتهمة "القتل العمد". قررت الغرفة نفسها، حسب مصادر مقربة من الملف، تأجيل القضية إلى الخميس المقبل، بعد استجابة الهيئة القضائية لملتمس الدفاع عن المتهمة، بتأخير القضية من أجل إعداد الدفاع. وتعود أطوار هذه القضية إلى أواخر أكتوبر 2011، حين وقعت جريمة قتل بشارع المسيرة الفاصل بين حي المنزه وحي المسيرة بيعقوب المنصور بالعاصمة الرباط، راح ضحيتها شخص يدعى (ي.خ)، يعمل جزارا. وخلال حضور عناصر الشرطة إلى مسرح الجريمة، تبين أن الضحية يحمل طعنات عدة بسلاح أبيض في أماكن متفرقة من جسده. وبعد التحريات الأمنية المكثفة في محيط أسرة وعمل الضحية، كشفت عناصر الضابطة القضائية أن المتهمة لها علاقة بجريمة القتل، إذ جرى حجز سلاح الجريمة، كما تبين أن المتهمة كانت في حالة سكر، وعليها آثار عنف في الأنف والفم، ما يكشف أن خلافا وقع بينها وبين الضحية قبل موته. وحسب أوراق إحالة المتهمة على غرفة الجنايات، فإن شهودا عيان أكدوا، خلال الاستماع إلى شهاداتهم، أن الضحية يعمل في محل للجزارة، يقوم في الوقت نفسه بعملية الشواء للزبناء، وأن المتهمة حضرت يوم الجريمة إلى هذا المحل، لكنها رفضت أن تنتظر دورها للحصول على وجبتها، وعندما طلب منها الضحية انتظار دورها في عملية الشواء، دخلت معه في مشاداة انهالت عليه فيها بالسب والشتم، قبل أن تحمل سلاحا أبيض وتوجه له طعنات قاتلة في أنحاء متفرقة من جسمه. وخلال التحقيق مع المتهمة، بعد إيقافها، أفادت أنها توجهت للمحل بعدما اشتد بها الجوع، وطلبت شواء كمية من اللحم، وحين كانت تنظر دورها إلى جانب باقي الزبناء، سقطت من جيبها قنينة خمر وتكسرت، فتعرضت للسب والشتم من طرف الضحية، كما تعرضت من قبل أحد العاملين بمحل الجزارة نفسه، للكلام النابي والضرب. واعترفت المتهمة، خلال التحقيق التفصيلي أمام قاضي التحقيق لدى استئنافية الرباط، أنها بعد السب والضرب الذي تعرضت لهما من طرف الضحية والعامل الثاني، شعرت بالغضب، وانتابتها حالة هستيرية، فأخذت من الضحية السكين الذي كان يحمله بالقوة، وانهالت عليه طعنا في محاولة للدفاع عن نفسها، دون أن تدرك ما تقترفه يداها. وخلال الجلسات الأولى لاستنطاقها تفصيليا، أكدت المتهمة أنها تعاني اضطرابا نفسيا، ما حدا بدفاعها إلى التماس إجراء خبرة طبية عليها، في طلب موجه إلى قاضي التحقيق، وبعد موافقة الأخير وإجراء الخبرة، تبين أن المتهمة مصابة بنوع من مرض"الهذيان" أو ما يعرف ب "borderline". أمام هذه المعطيات، وبناء على تعليل قاضي التحقيق، أحيلت المتهمة على غرفة الجنايات الابتدائية، بعد متابعتها بتهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والسكر العلني"، طبقا للفصول 392 و393 و394 من القانون الجنائي.