لا أحد يمكن أن يكون فوق المحاسبة التي يجب أن تتم وفق القوانين والمؤسسات والأخلاق، لا يعقل ولا يقبل أن يسيل اليوم حبر ليخط حروفا تقول باستثناء أي كان من المحاسبة. العمل الصحافي في طليعة المهن والممارسات التي يجب أن تخضع للمحاسبة والمراقبة والتقييم الدقيق والبناء، وغريب أن يقبل البعض بأنانيته بأن يجلد من موقعه، السياسيين والنقابيين والحقوقيين وحتى مواطنين عاديين كل صباح، ويرفض أن ينظر إليه آخرون بما لا يرضيه. دعنا ندقق أكثر، حينما يجري الحديث عن السيد علي أنوزلا في البرلمان أو خارج البرلمان، فذلك يدخل في صلب الممارسة الديمقراطية ، فعلي أنوزلا يحمل نفسه رشاشا من الحبر يطلق منه كل يوم وبلا كثيفا من الرصاص في مختلف الاتجاهات. هل علي أنوزلا مقدس؟ من يرد بالإيجاب عليه أن يعلن ذلك صراحة، وآنذاك نناقشه في حجم وطبيعة هذه القداسة. الأخت كنزة الغالي عبرت عن قناعتها والتي تستمدها من موقف لحزب سياسي، ومن حقها أن تتحدث بالأسماء في قضية تتعلق بالرأي. علي أنوزلا اختار من جديد أن يساند المقترح الأمريكي الذي كان يهدف إلى توسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء المغربية، وليس غريبا أن يساند أنوزلا جميع القرارات والمواقف الأمريكية، وكان من الطبيعي جدا أن تتم مناقشة الرجل فيما ذهب إليه، وإخبار الرأي العام بهذه المواقف، وعلي أنوزلا صحافي كما نعلم على الأقل وسبق أن اشتغل مخبرا في إذاعة سوا الأمريكية ومخبرا في وكالة أنباء معمر القذافي. من حقنا أن نناقشه اليوم فيما يذهب إليه لأنه يشتغل في الشؤون العامة. من حقنا أن نسأل عن حالته النفسية بعد أن قررت الولاياتالمتحدة سحب اقتراحها، جبهة البوليساريو الانفصالية هددت بالعودة إلى حمل السلاح، فما الذي سيهدد به علي أنوزلا.. شخصيا لن أجيب؟!