لم يستثن علي أنوزلا أحدا من نفث سمومه. سب وقذف في جميع الاتجاهات وبدون استثناء، ولم ينس أنوزلا الشهير أن يقتدي بحكاية البستاني المملة جدا، فكان يبدأ بموضوع وينتهي إلى آخر. علي أنوزلا لم يكن راضيا على نجاح المسيرة التضامنية التي نظمت أول أمس الأحد بالرباط، وبدا ذلك واضحا من خلال محاولته تحقير جميع من شارك فيها أو كانت له علاقة بها من أحزاب سياسية ونقابات وقيادات وطنية وشيوخ السلفية وامتدت سمومه إلى جريدة العلم وإلى وكالة المغرب العربي للأنباء وإلى الحكومة. وغريب حقا أن يعتمد علي أنوزلا الشهير جدا في رواية لم تقع إلا في مخيلة الجهة التي أمرته بكتابة ذلك على شهود عيان، في حين أن المسيرة أو لنقل مسرح الحدث لم يكن في بكين ولا في سيدني، ولا في المريخ، بل كان في قلب العاصمة الاقتصادية لبلادنا الدارالبيضاء، ولم يكلف أنوزلا الشهير نفسه عناء التنقل لمعاينة الحدث وليس الالتجاء إلى حيلة «النصب المهني» التي تقترفها الجرائد إعتمادا على شهود عيان افتراضيين. طبعا، مفهوم أن يغضب علي أنوزلا من مسيرة الشعب المغربي المتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومفهوم أن يحتقر مئات الآلاف الذين شاركوا في المسيرة، ومفهوم أيضا أن يقلقه الشعار الذي رفعه المحتجون «الشعب يطالب بزوال إسرائيل» ببساطة لأن سمنة كتفه من خير أسياده الأمريكيين الذين اشتغل لديهم مخبرا في إذاعة (سوا) التابعة للبنتاغون الأمريكية، وقد يكونون هم من خطوا له ما نشره من ترهات على موقعه «لكم» ساعات قليلة بعد اختتام فعالية المسيرة الشعبية الناجحة التي أكدت للأمريكيين ولأذيالهم وأذنابهم في العالم وفي المغرب بالتحديد أن القضية الفلسطينية قضيته بالدرجة الأولى. أما من لايقدر على رفع عينيه أمام أسياده في أمريكا، وفي ليبيا وفي أنظمة أخرى يعرفها أنوزلا الشهير جيدا، فإنه لايحق أن يرفع صوته على هذا الشعب البطل.