لم يجد خديم ملك ملوك إفريقيا السابق علي أنوزلا الحطيئة سوى التهجم على شخص الملك، والبحث في أموره الشخصية كمادة إعلامية يحشو بها موقعه الذي يموله شخص قريب من القصر آثر أن يعلن انفصاله عن العائلة الملكية، وينزوي بمفرده في جمهورية الوهم التي أسسها بمعية أشباه صحافيين تبولوا على جذار الصحافة لسنوات قبل أن يقرروا مغادرة المغرب إلى غير رجعة بعد أن انكشفت مؤامراتهم. ولأن ذيل الكلب لا يعتدل، فقد حن أنوزلا الحطيئة لعمله المخابراتي الذي خبره حين كان عميلا ثلاثي الأضلاع يشتغل لفائدة المخابرات الجزائرية والليبية والأمريكية التي كافأته بتعيينه في راديو سوا بعدما قرر ملك ملوك إفريقيا طرده من خيمته كما تطرد الكلاب الجرباء، وهو الذي اعتاد أن يقبل متانة من يدورون في فلك القذافي طمعا في رضاه. أنوزلا الحطيئة الذي انتفخت أوداجه من كثرة الشيكات التي حصل عليها من أمراء الخليج الذين كان يترصدهم خلال رحلاتهم الخاصة إلى المغرب، وكان يتبعهم إلى حيث يسافرون من أجل رحلات الصيد البرية، لم يجد هذه الأيام من وسيلة للخروج إلى العلن سوى التهجم على شخص الملك وإن ارتفعت عنه صفة القداسة، فقد حافظ له الدستور الجديد على الوقار الواجب له. لن نتحدث عن مغامرة مرزوكة التي غنم منها أنوزلا وصديق له مبلغ 30 ألف دولار لكل واحد منهما، منحها لهما أمير إماراتي، كما لن نتحدث عن مغامراته حين كان مسؤولا عن مكتب الشرق الأوسط بالرباط حين أصبح ضيفا دائما على السفارات الخليجية، حيث نهل حد الثمالة من أموال البترو دولار، كما لن نتحدث عن تلك العلاقات المشبوهة التي ربطها مع كثير من المخابرات الدولية والخليجية، فقط من أجل الأموال التي كان يحصل عليها، ولأن لكل مقام مقال فلا بد أن نغوص قليلا في أحشاء زميل المهنة الذي اتخذ من حانات الرباط مقرا دائما ربما لتصيد عاهرات آخر الليل، كفاعل أو مفعول به فالأمر سيان بالنسبة إليه. لقد ظل أنوزلا الحطيئة لسنوات عديدة يتحصل كثيرا من الأموال من كل حذب وصوب، ولم يكن خلال هذه المدة الطويلة يؤدي الضرائب الواجبة عليه لأنه ببساطة مواطن غير صالح، لا يهتم كثيرا لأنين من هم أضعف منه، توسطت له المخابرات الجزائرية لدى ملك ملوك إفريقيا فاشتغل في وكالة الأنباء الليبية، وظل في تلك الفترة مرتبطا بالمخابرات الجزائرية وعميلا في الآن نفسه للبوليساريو، ولأن الخيانة طبع في نفوس الأشرار فقد ولى أنزولا الحطيئة الأدبار وراح يبحث عن خيمة أخرى بعيدا عن القذافي، وفي كل مرة كان يقدم بلده عربون صداقة ومحبة، فالرجل كان دائما مستعدا لبيع أمه من أجل المال، هكذا تدرج أنوزلا في عالم المخابرات، وتحول إلى عميل بأكثر من وجه، وحدهم من يعرفون حقيقته كانوا يتبرمون منه، بعد أن أصبح معديا وقد يصاب كل من يقترب منه بمرض الجدام. خلال جولاته هذه كان أنوزلا الحطيئة يرابض في مقرات الأمراء الخليجيين، ينتظر ظهور أي واحد منهم ليقبل ليس فقط يده ولكن حتى تلك المناطق الحميمية في جسده من أجل المال، هذا المال الذي باع من أجله أنوزلا الحطيئة كل شيء، لأن ما كان يهتم به هو ما تجود عليه به أيادي الأمراء، واليوم ها هو يسعى إلى محو الشمس بالغربال، ويبحث له عن تاريخ جديد، لكنه نسي أن من كانوا معه في ذلك القارب لا زالوا على قيد الحياة وشاهدين على نذالة الرجل وصفاقته. ما جاء به موقع لكم من حديث عن تجديد الإقامة الخاصة للملك ليس سبقا صحافيا، بل هو من قبيل الدعارة الإعلامية، وإلا لتفرغ أنوزلا الحطيئة لإحصاء أنفاس كل المغاربة، ونشر أخبار تغيير ديكورات منازلهم، وسيتحول بقدرة قادر إلى خبير في هذه العادة القبيحة التي تسمى عند المغاربة "التبركيك"، وكيف لا يقوم بما يقوم به وهو الذي يحن إلى عمله في المخابرات الأجنبية، ضد مصالح الوطن الذي يأكل من خيراته ويستمتع بهوائه و"ببلاش". إن الخبث الذي يتصف به أنوزلا الحطيئة، ناتج وفق أحد معارفه عن شخصيته المهزوزة وعدم ثقته في نفسه، لكونه قصير القامة وذميم الأخلاق، وهذا ما يجعله يكره نفسه ويكره الآخرين، وجعله كذلك طيلة مساره المهني يتصيد أخطاء أصدقاءه قبل خصومه، لكي يبدو في نظر نفسه إنسانا مهما، مع أنه أكثر من تافه ظل طوال حياته يعرض نفسه لمن يقدم أكثر.