اطلقت السلطات المغربية سراح صحافيين مغاربة خضعا للتحقيق لنشر صحيفتهما تقارير حول صحة الملك محمد السادس. واطلق سراح علي انوزلا مدير نشر صحيفة الجريدة الاولى المستقلة وبشرى الضو المحررة بالصحيفة بعد خضوعهما لتحقيق مطول على فترات متقطعة منذ يوم الثلاثاء الماضي. وقال بلاغ رسمي ان النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالرباط طلبت من الشرطة القضائية إجراء بحث قضائي دقيق مع انوزلا بصفته مدير النشر بالصحيفة إثر المقال الذي نشرته الأخيرة يوم الخميس تحت عنوان مرض الملك يؤجل الدروس الحسنية وانتقاله إلى الدارالبيضاء. وقالت النيابة العامة ان على الشرطة البحث مع كل من يثبت تورطه في القضية لما تضمنه التقرير من وقائع كاذبة وأنباء زائفة حول صحة جلالة الملك لا تمت للحقيقة بصلة. وأوضح أن الجريدة اعتمدت في نشرها على مصادر مجهولة خلافا للحقيقة التي تضمنها البلاغ الرسمي الصادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المذيل بتوقيع البروفيسور عبد العزيز الماعوني الطبيب الخاص لجلالة الملك ومدير مصحة القصر الملكي. وقال الطبيب الخاص بالملك يوم 26 غشت الماضي ان الملك محمد السادس اصيب بفيروس روطا الذي يسبب اسهالا حادا وجفافا وقال تقرير الجريدة الاولى ان اصابة الملك جاءت نتيجة تناوله لأدوية ضد الربو مما يضعف مناعة جسمه في مقاومة الفيروسات. وقالت بشرى الضو لالقدس العربي ان التحقيق الذي اجرته الشرطة معها ومع انوزلا تركز حول مصدر التقرير واكدت انها تمسكت وزميلها برفض الكشف عن مصدرها مهما كانت عواقب هذا الرفض. وقالت ان حماية المصدر من أهم مبادئ وقيم وشروط العمل الصحافي. ونقل عن علي انوزلا ان الشرطة تعاملت معه ومع زميلته اثناء التحقيق باحترام. ونفت بشرى الضو في تصريحاتها ان يكون الملف قد اغلق، لكنها في نفس الوقت لم تبلغ وزميلها بمتابعة قضائية. واثار التحقيق مع علي انزولا وبشرى الضو استياء في الاوساط الصحافية والحقوقية المغربية، وقال مسؤول في النقابة الوطنية للصحافة المغربية ان المكتب الوطني للنقابة سيعقد مساء اليوم (الجمعة) اجتماعا للبحث في هذا الملف وتداعياته على حرية الصحافة في البلاد. وقالت صحيفة اخبار اليوم المستقلة ان النفخ في هذه القضية وتحويلها الى ملف ودعاوى ومحكمة ومرافعات واحكام لا تخدم احدا على الاطلاق. واضافت انه لا يعقل ان يصير المحققون والبوليس والمخابرات طرفا في علاقة القصر مع الصحافة. الا ان الفيدرالية المغربية للإعلام اصدرت بيانا هاجمت به علي انوزلا وزميلته ودعت إلى استحضار الرسالة النبيلة للصحافة التي يتيعن، من أجل الحفاظ عليها، الالتزام بقواعد وأخلاقيات المهنة. وأكدت الفيدرالية في بيان بثته وكالة الانباء المغربية الرسمية واثار انزعاجا في صفوف الصحافيين أن المقال الذي نشره علي أنوزلا في صحيفة الجريدة الاولى يضاف إلى حالات سابقة مؤسفة تتوخى جعل شخص الملك موضوعا للمزايدة والاستغلال اللذين لا يمكن أن نجد مثيلا لهما في أي مكان آخر. واعتبرت أن الحياة الخاصة لجلالة الملك أضحت، بالنسبة لبعض الصحف، أصلا تجاريا حقيقيا، لا تتورع في استغلاله لتحقيق الربح، معربة عن أسفها لهذا النوع من الارتزاق تحت غطاء الصحافة. وأضافت االفيدرالية أنه في الديمقراطيات العريقة حيث حرية الصحافة تعتبر أمرا مقدسا، تم التخلي عن مثل هذه الممارسات المهنية منذ أمد بعيد.