أتفق تماما على ما ذهب إليه بعض من المواطنين للقناتين الأولى والثانية خلال النشرات الإخبارية لمساء يوم الخميس الماضي تعليقا على أحداث الإجرام ولا أقول الشغب التي سبقت مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، حينما قالوا بلسان واحد «إذا كانت هذه هي الكرة، فلا حاجة لنا بالكرة أصلا»، بمعنى إذا كانت الرياضة تعني تسلل مجرمين، قتلة، إلى الجماهير الرياضية للتخريب والتدمير وإلحاق الأذى بالمواطنين والمجتمع، فلا حاجة لنا أصلا بهذه البطولة، ولا حاجة لنا أصلا بعينة من الجمهور تقلب أفراحنا إلى أحزان، وتحول أعراسنا إلى مآثم. قد لا تكون لنا حاجة أصلا لهذه البطولة، لأنه ليس فيها ما يفرح بالمطلق، إقصاءات متتالية، كان آخرها الاقصاء المذل لفريق الرجاء البيضاوي من بطولة كأس العرب، وكان فريق المغرب التطواني قد انسحب من بطولة عصبة الأبطال الافريقية، وشخصيا لست مقتنعا أن ما تبقى من فرق مغربية (الجيش والفتح والوداد البيضاوي) المشاركين في المسابقات الافريقية قادران على الذهاب بعيدا في هذه البطولة، ولست في حاجة إلى أن أحك بأظافري على الجرح الغائر الذي خلفه إقصاؤنا المذل من إقصائيات كأس العالم. ألا تكفي كل هذه الاحباطات والإخفاقات، بل وكل هذه الجروح والآلام، ويصر البعض في الإمعان في آلامنا باقتراف جرائم فظيعة؟ حينما يكون الشغب (وهو تعبير ملطف نسبيا) مرفوقا بالانجازات الكبيرة، قد نجد قليلا من التوازن ما بين الفرح بالنتائج والاعتزاز بها، ومحاولة البحث عما من شأنه، أن يحد من مخاطر الشغب. المصيبة عندنا أن النتائج كارثية، والإحباطات تنزل ضربات مؤلمة على رؤوس الجماهير. بيد أن الشغب يتزايد وينتقل إلى إجرام حقيقي. إذا كان الحال سيبقى على ماهو عليه. فلا حاجة لنا بهذه البطولة أصلا.