حلقة أخرى من فشل الكرة المغربية، هذه المرة ليس على صعيد منتخباتنا الوطنية، ولكن على صعيد الأندية بعد خروج الرجاء البيضاوي من كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة على يد وفاق سطيف الجزائري والجيش الملكي أمام أهلي بنغازي الليبي في كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس، لم يذمل بعد جرح الإقصاء المذل والمخدش للكبرياء من كأسي العالم وأمم إفريقيا تلقت كرتنا صفعة أخرى من الجيران، عادت لتؤكد أن الإخفاقات أصبحت عنوانا بارزا في سجلات كرتنا، حتى أن الجمهور المغربي لم تعد تفاجئه أي كبوة أو سقطة، أكان على صعيد المنتخبات أو الأندية· كنا نعتقد أن الرجاء والجيش سيعيدان نوعا ما البسمة للجمهور المغربي وسيمنحان بذرة جديدة من الثقة بعد أن تكالبت على الكرة المغربية الكبوات من كل حدب وصوب، كنا نمني النفس أن الفريقين الأخضر والعسكري سيتخطيان كل المطبات ويؤكدان استعدادهما الجيد لدخول المنافسات الإفريقية المقبلة، حيث سيشارك الرجاء في كأس عصبة الأبطال والجيش في كأس الإتحاد الإفريقي، لكن كل هذه الطموحات ذهبت أدراج الرياح· حقا كانت بروفة صريحة للفريقين معا قبل دخول المنافستين الحارقتين، لكن ما الذي جعل الرجاء والجيش يسقطان في كأس شمال إفريقيا، هل لأننا ما زلنا نعيش تداعيات تراجعنا وإخفاقاتنا؟ وهل لأننا كلما اصطدمنا بأندية قوية قاريا إلا وانكشفت عورات تواضعنا؟ أم أن الأمر أصبح متعلقا بعقدة نفسية وضغط أضحى اللاعب المغربي يعيشه كلما تعلق الأمر بمواجهات قارية؟ ونحن نتابع الرجاء تأكد لنا أن الأمر مرتبط بمشكل تدبير المباريات القارية، حيث أكدت المشاركات السابقة أن أنديتنا لا تحسن تدبير مرحلة المشاركات القارية، على المستوى البشري والإعدادي، النفسي والتقني، فأكثر ما قض مضجع النسور الخضر هو أن المدرب جوزي روماو لم يحسن التعامل مع المواجهة ولم يدبر مجرياتها بالشكل الأمثل، أحسسنا على طول المواجهة أن الرجاء كان مفكك الصفوف وعاجز عن مقارعة الخصم أكان على مستوى صد هجماته والحد من خطوره مهاجميه أو تهديد مرماه بدليل أن تدخلات حارس وفاق سطيف شاوشي كانت معدودة على رؤوس الأصابع· سنلوم هنا المدرب جوزي روماو ومن دون شك يتحمل نوعا من وزر هذا الإقصاء ما دامت إختياراته لم تلق النجاح أكان على مستوى الهفوات التكتيكية المرتبكة في الخطوط الثلاثة أو على صعيد اختياراته البشرية، بدليل أن مجموعة من اللاعبين الذين راهن عليهم لم يكونوا في أفضل حال، حيث برز الفارق الشاسع بين لاعبي الرجاء والوفاق، خاصة على مستوى الحضور البدني ولو أن روماو فطن للأمر متأخرا بعد أن أقحم سيري ديا ونغوم في الجولة الثانية· وعندما نقيس مستوى الجيش منذ انطلاق هذا الموسم سيتأكد لنا لماذا عجز الفريق العسكري عن تجاوز عقبة خصمه الأهلي الليبي، فبغض النظر عن الأجواء التي أحاطت بالمواجهة والتي لم تخدم مصالح الفريقين، فإن الجيش أعطى الإشارات الأولى في البطولة أنه ليس في كامل الفورمة، فغير الإنتصار المهم الذي سجله على الوداد، بل حتى فوزه بكأس العرش على الفتح لم يكن متوهجا، ولم يقنع الفريق العسكري جمهوره ومتابعيه، ونخشى أن يكون الإقصاء غير المنتظر ما هو إلا تحصيل حاصل لمرحلة فراغ تمر منها القلعة العسكرية وحاجة ماسة لجملة من التعديلات التقنية والبشرية· ما هو مؤكد من خلال إقصاء الرجاء والجيش أننا نفشل ونكشف على مستوانا الحقيقي كلما اصطدمنا بالأندية الإفريقية الكبيرة، وكلما دخلنا منافسة للكبار نتقزم تقنيا وبدنيا ونصطدم بواقع مرير أننا تراجعنا إلى الوراء، فلم يعد هناك مجال لنكذب على أنفسنا، ونجامل كرتنا فأمامنا عمل كثير وكثير جدا لنستعيد توهج الكرة المغربية·